صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
عشيّة يوم عيد العمّال في الأوّل من مايو/ أيار يتلمّس العمّال وأرباب المنازل من أبناء شعبنا في البحرين المزيد من الكابوس الأسود الذي يخيّم عليهم، ولا سيّما حمَلة المؤهّلات الجامعيّة والشّهادات العليا، ممّن حكمت عليهم سياسة الفساد والاستبداد بالحرمان من حقّهم الطّبيعيّ في العمل اللائق والترقّي في المناصب المناسبة.
إنّ هذا اليوم الذي طالما كان محطّة للنضال الوطنيّ في تاريخ شعبنا يدعو إلى التأمُّل في الأوضاع المريرة التي آلت إليها بلادنا الحبيبة نتيجة استيلاء حفنة من الفاسدين والمجرمين من الكيان الخليفيّ، واحتكارهم إدارة الدّولة ليحلو لهم العبث والنّهب وتوريث المناصب العليا لأبناء القبيلة ومرتزقتهم. ولم يكن من المتوقّع في بلد محدود السّكان والثروات أن يتلظّى أهله بنيران البطالة والفقر وفقدان الأمل في المستقبل الكريم، لولا أنّ آل خليفة أمعنوا منذ احتلالهم البلاد في استنزاف الميزانيّات العامّة، وسرقة كلّ ما تناله أيديهم من أراض وأموال، والانقضاض على الشّركات والمؤسّسات الحيويّة دون حسيب أو رقيب. لقد كدّس آل خليفة الأموال الطائلة من جيوب المواطنين وثروات الوطن، وأفقروا الأهالي، وفرضوا عليهم مرارة العيش في وطنهم، وكلّ ذلك إرضاء لغرائزهم المنحرفة الموروثة من زمن الغزو والغنائم.
أمام هذا الواقع، نؤكّد في الموقف الأسبوعيّ العناوين الآتية:
1- يتحمّل الطّاغية حمد المسؤوليّة المباشرة عمّا يترصّد الوطن والمواطنين من أزماتٍ اقتصاديّة ومعيشيّة خطرة، فما يتهدّد هذا الوطن السّليب إنّما هو حصيلة ربع قرن من العهد الأسود لهذا الطّاغية المجرم، وفساد أبنائه وحاشيته، بمنْ فيهم نجله رئيس حكومته سلمان الذي اتّبع نهج قبيلته الفاسدة في الإجرام بحقّ أهمّ ثروات الوطن، وهم العمّال المخلصون والجيل المتعلّم من أبناء البلد الذين تعلّموا ونالوا أعلى الشّهادات، متحدّين ظروف الفساد المستشري حولهم، وهم لا يزالون يصرّون على حقّهم الأصيل في العمل الشرّيف والمكان اللائق في إدارة وطنهم. ولكن الطّاغية وأبناءه الفاسدين لا يسرّهم ذلك، لأنّهم يضمرون الحقد على شباب الوطن ويعانون من عقدة النّقص وانعدام الموهبة والعلم، فمناصبهم الرفيعة إنّما هي بالوراثة والسّيطرة الحديديّة، وليس بناء على الأهليّة والكفاءة، وهذه هي الحقيقة الأولى التي يجب أن توضع على الطّاولة لمعرفة سبب أزمات هذا الوطن من البطالة والفساد والفقر والإفلاس.
2- لقد فشلت حكومة سلمان الفاسد في احتواء الدَّين العام المرشّح للارتفاع نحو 136% من الناتج المحليّ خلال العام الجاري، ما كشف زيف كلّ الإصلاحات الماليّة المعلنة على مدى سياسات حكومته غير الشرعيّة وقراراتها الاقتصاديّة، خصوصًا مع العجز الفاضح في إدارة خطط سداد أصل الدَّين العام وفوائده، الأمر الذي أفْقدها المصداقيّة أمام كبرى وكالات التصنيف الانتمائيّ في العالم بعد تغيير وكالة «فيتش» و«ستاندرد آند بورز جلوبال» نظرتهما إليها من «مستقرّة» لـ«سلبيّة»، ما يعني أنّ الاستثمار في بلد مضطرب ماليًّا وسياسيًّا أصبح أكثر خطورة ممّا مضى، ما سيؤدّي إلى خروج الاستثمارات الأجنبيّة وهروبها من البحرين، وانخفاض كبير في قيمة العملة المحليّة، وهو ما يفسّر توجّه حكومة سلمان نحو خصخصة القطاعات الخدماتيّة الأساسيّة، مثل قطاعَي الكهرباء والماء، ما سينجم عنه ارتفاع جنونيّ في الأسعار، وبالتالي زيادة الأعباء على كاهل المواطنين.
3- إضافة إلى ذلك، فإنّ تبعيّة الكيان الخليفيّ المطلقة للمشاريع الأجنبيّة فرضَت على البلاد الامتثال لشروط الشركات المتعدّدة الجنسيّة والخطط الرأسماليّة المتوحّشة التي تفرضها على دول العالم. ولا ينبغي فصل الفساد الماليّ، والانحدار في الوضع المعيشي، والفشل الكارثيّ في السّياسات الاقتصادية، عن سياسة التبعيّة التي يخضع لها هذا الكيان لمحاور الهيمنة في الإقليم والعالم، وعلى حساب مصالح الوطن والمواطنين والتفريط في أمنهم واستقرارهم الأمنيّ والاقتصاديّ والاجتماعيّ؛ فهذا الكيان المجرم عندما يُرضي الأمريكيّين والغربيّين الاستعماريّين، ويرتمي يومًا بعد آخر في أحضان الصّهيونيّة ويجري وراء خططها العدوانيّة فإنّه يقرّر إغراق الوطن والمواطنين في التوتّرات وقرارات الشّر الأمريكيّة المتعاقبة، طمعًا في الحصول على حفنة من المال وأمن القبيلة والسّيطرة المطلقة على الرّقاب. وفي النتيجة، فإنّ تحرير الوطن من هذه التبعيّة والعبوديّة، واستعادة السّيادة الكاملة عبر إقامة دولة دستوريّة حقيقيّة هما السّبيل الأكثر جدوى وديمومة لإنقاذ البلاد والعباد من الفقر والتعطّل والحرمان والتّمييز في الوظائف والسّرقات والفساد.
4- إنّ الكيان الذي يحارب العامل المخلص والشّبابَ المتعلّم النّزيه، ويفرض على الشّعب سياسة ممنهجة في الإفقار والحرمان، ويفتح أبواب الاستثمار والمناصب لأشباهه من الأجانب والغزاة والمرتزقة؛ لن يكون غريبًا عليه أن يرفض الحكم الدّيمقراطيّ والاحتكام لإرادة الشّعب، ولم يكن مفاجئًا أن يواصل نهجه البوليسيّ في إرهاب الناس والمعارضين ومنعهم من إعلاء صوت الحقوق المشروعة في إقامة الحكم الدّستوريّ، ومن ذلك جاء الاستهداف الأخير للناشطين وعوائل الشّهداء والسّجناء، وتعرّضهم للاستدعاء والتهديد بسبب نشاطهم التضامنيّ والوفاء لذكرى الشّهداء، وليس إدراج زيارة مجلس «سماحة الشّيخ علي سلمان» ضمن الممنوعات إلّا دليلًا قاطعًا على أنّ الطاغية حمد لا يزال يرتعب من هذا الشّعب، ويعلم أنّ تحت الرّماد غضب عارم يتصاعد وسينفجر يومًا من الأيّام، ولن يحميه حينها مرتزقته ولا نياشين أبنائه المراهقين ولا التطبيع مع الصّهاينة والتذلل للشّيطان الأمريكيّ ولا أموال العلاقات العامّة وشراء الذمم، فالحفرة تتسع للطغاة والمحتلّين، والسّقوط والخزي سيكون مدوّيًا، والخاتمة بإذن الله تعالى ستكون لصالح ثورة 14 فبراير وانتصار أهلنا الشّرفاء الأحرار في البحرين.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 28 أبريل/ نيسان 2025م
البحرين المحتلّة