صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
نُعرب في المجلس السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير عن استهجاننا واستخفافنا بالتحضيرات التي تقوم بها وزارة خارجيّة الكيان الخليفيّ في البحرين لإعداد ما يُسمّى «الخطّة الوطنيّة لحقوق الإنسان للأعوام المقبلة»، ونشير إلى أنّ هذه الوزارة تتولّى إدارة الملفّ الحقوقيّ انطلاقًا من المهمّة الجديدة التي أنيطت بها للتلاعب في ملفّات الوضع المأزوم بالبلاد من خلال تطبيق سياسة تجمع بين العمل الدّبلوماسيّ الخارجيّ وتنفيذ برامج داخليّة بالتنسيق مع الوزارات المعنيّة، وتقوم هذه السّياسة على الخداع والدّعاية المضلّلة، وتعوّل على شراء العلاقات الدّبلوماسيّة في الخارج، ودفع الرّشاوى لتلميع الصّورة في أوساط المنظّمات الدوليّة، والحصول على مناصب ومقاعد فيها، وهو ما يُسعف الكيان المجرم على تمرير برامجه الشّكليّة المعتمدة في الدّاخل وتسويقها على أنّها جهود جادّة لإرساء منظومة حقيقيّة لحقوق الإنسان.
ونؤكّد أنّ هذا النفاق مفضوح لدى شعبنا، ولن يكون له أيّ مفعول أو أثر، لأنّ جرائم هذا الكيان وانتهاكاته لا تزال قائمة، وآثارها ملموسة على أكثر من صعيد، ويكفي ذلك لبطلان النفاق الخليفيّ وإعادة تأكيد جدوى الثورة حتّى تحقيق أهدافها المشروعة كاملة.
وفي هذا الإطار نسجّل في الموقف الأسبوعيّ العناوين الآتية:
1- إنّ جانبًا من المشكلة الجوهريّة التي تعمّق الصّراع الوجوديّ بين شعب البحرين وكيان آل خليفة هو أنّ هذا الكيان المحتلّ لا يكفّ عن التحايل والخداع، ويظنّ أنّ نفاقه وأكاذيبه يمكن أن تنطلي على الشّعب وأحرار العالم، وكلّما انكشفت أكذوبة من أكاذيبه لجأ إلى أكاذيب أخرى لإخفاء سوءاته وجرائمه المتزايدة. لقد اعتاد الكيان الخليفيّ معالجة جرائمه بالمزيد من الجرائم، وإذا كان يلجأ في السّابق إلى القتل المباشر والفجور في معادة الشّعب وإبادة هويّته فإنّه يخطّط للأهداف ذاتها من خلال التسلُّح بأدوات إضافيّة من النفاق وترقيع الملفّات والمبادلة في المواقع والخطابات الماكرة، مستعينًا بخبرات واستشارات من أجهزة الاستخبارات البريطانيّة والأمريكيّة والصّهيونيّة، وبما ورثه من أسلافه الغزاة والقبائل المحيطة المتحالفة طمعًا في الغنائم وترسيخ السّلطة. وما تفعله وزارة الخارجيّة اليوم، داخليًّا وخارجيًّا، إنّما هو تحديث لمنظومة النّفاق المزمنة في هذا الكيان، ولذلك ليس من المتوقّع منها أيّ فعل حقيقيّ أو مبادرة جديّة لمصلحة الشّعب وحريّته وسيادته.
2- من مظاهر النفاق الخليفيّ انفضاح شعاراته وبرامجه حول الحوار والسّلام والتسامح، فكلّ ما رفعه وطبّقه لإثبات هذه الشّعارات برهنَ الواقعُ على الأرض أنّها خالية من المعنى وليست سوى كليشيهات مموّجة. فالحوار الذي ادّعاه مع جمعيّات المعارضة عام 2011 وما قبله انتهى إلى اعتقال قياداتها وإغلاق الجمعيّات وتقنين الاستبداد ومنع الاحتجاج السّياسيّ، أمّا دعاوى التسامح الدّينيّ فكان دليلها هدم المساجد واعتقال العلماء وتجريم الشّعائر والمعتقدات وحظر إقامة أكبر صلاة جمعة في البلاد. ولأنّ ديدن الكيان الخليفيّ هو المضي في النفاق ولو تساقطت أوراق التوت، فإنّ اندفاعه للدّعوة إلى الاستقرار الإقليميّ والتلاقي بين الدّول واعتماد حسن النيّات في العلاقات بينها يترافق مع جريمته المستمرّة في السّماح للقواعد العسكريّة الأجنبيّة باستباحة البلاد، واتّخاذها منصّة لشنّ الحروب ونشر الفتن وحياكة المؤامرات، وهو ما تعزّز مع جعل البحرين وكرًا لمشروع التّطبيع مع العدوّ الصّهيونيّ، بما يعينه ذلك من إسهام في معاداة المقاومة، دولًا وشعوبًا، وتلبية المطامع الاستعماريّة للدّول الكبرى.
3- في مثل هذه الأيّام من العام 2011 تعرّضت البحرين لأبشع اضطهاد سياسيّ وطائفيّ في تاريخها، وذلك بفعل الغطاء الأمريكيّ للتدخّل السعوديّ العسكريّ في البحرين وقمع ثورة شعبها السلميّة، وفرض قانون الطوارئ على البلاد والعباد، واستهداف نخب المجتمع ومثقّفيه، وفي طليعتهم الكادر الطبيّ الذي كان يؤدّي وظيفته الإنسانيّة في معالجة الجرحى وإسعافهم جرّاء القمع الوحشيّ الذي تعرّضت له جماهير الشعب في أنحاء البحرين، ولكنّ الكيان الخليفيّ قرّر الانتقام من هذا الكادر النموذج في إنسانيّته والصّادق مع رسالته وقسمه الطبيّ، فاستباح المستشفيات وعسكرها بقوّة النار والحديد، واعتقل الأطبّاء والممرّضين والمسعفين، وأخضعهم للتعذيب والتحقيق والمحاكمات الظالمة، ما كشف أحد وجوه وحشيّة القبيلة الغازية في البحرين، وعداءها الدّفين تجاه كادر الأطبّاء والمعلّمين، وهو عداء لا يزال قائمًا، ويمارس بصور مختلفة، من أبرزها استقدام الأطبّاء والمعلّمين من الدّول الأخرى، في حين قوائم العاطلين عن العمل من أطبّاء وممرّضين ومسعفين ومعلّمين وتربويّين وغيرهم، تزداد يومًا بعد يوم.
4- منذ التوريث السّياسيّ غير الشرّعيّ للسّلطة في البحرين، باستلام الطاغية حمد الحكم من أبيه؛ كان من أبرز مشاريعه الاستراتيجيّة التي تشكّل تهديدًا وجوديًّا للبحرين وشعبها مشروع تخريب الهويّة الوطنيّة للشّعب الأصيل، حيث لم يكتفِ الطاغية حمد بحرب الهويّة على شعب البحرين الأصيل بالاستهداف الدّاخلي من خلال حملات ممنهجة لتشويه هويّته والعبث في تاريخه وتراثه، والعمل على تدمير كلّ مقوّماته وآثاره وثقافته وقيمه المجتمعيّة والدّينيّة، ومسخ ذاكرة الأجيال وفصلها عن سيرة الآباء والأجداد ومسيرتهم؛ بل توسّع مشروعه التدميري والممنهج في الخارج، وعبر ما تسمّى بـ«هيئة البحرين للثقافة والآثار»، فعمل الطاغية على ترويج سرديّة الاحتلال الخليفيّ للبحرين وشرعنة وجوده في الحكم والسلطة، وهو ما يستلزم من قوى المعارضة العمل على إقامة ورش ومنتديات في الخارج لتثبيت هويّة شعب البحرين وتاريخه النقيّ والأصيل، وفضح أكاذيب الكيان الخليفيّ وهيئاته المزعومة، وإبطال سرديّتهم المزيّفة.
المجلس السّياسيّ – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 21 أبريل/ نيسان 2025م
البحرين المحتلّة