فارس الميادين، الشهيد القائد «صلاح عبّاس»، ملهم الثوّار وأحد أبرز المناضلين في ثورة 14 فبراير، لم يترك الساحات يومًا حتى ارتقى شهيدًا وهو مقبل غير مدبر.
أكثر ما ميّز الشهيد، إضافة إلى شجاعته اللامتناهية، هو علاقته المتينة بالقرآن الكريم، رفيق دربه، ومؤنس لياليه الطويلة في سوح الجهاد.
يُنقل عن أحد أصدقائه المقرّبين منه أنّه تعلّم تلاوة القرآن الكريم وأتقنها بينما كان معتقلًا إبان انتفاضة الكرامة (التسعينيّات)، وتفرّد بأسلوب شيّق وممتع في تعليم قراءة القرآن والغوص في قصصه بين أهله وعائلته ولا سيّما الأطفال منهم.
أسّس الشهيد لجنة التعليم الدينيّ في الشاخورة، وشارك في العديد من المحافل والفعاليّات القرآنيّة، حيث عُرف بصوته الشجيّ والحزين في الترتيل والتلاوة.
أولى عناية خاصّة للمجالس الرمضانيّة في المنازل والتي كانت تلاوة القرآن إحدى فقراتها، فكان يشارك أبناء قريته هذه الزيارات ويجول من منزل لآخر، تثبيتًا منه لأهميّة القرآن في الشهر الفضيل.
لم يشغله الميدان عن الذكر، بل كانا عنده متلازمين، فلطالما شوهد وهو منشغل باستذكار الآيات الكريمة، وأكثر من ذلك كان يستحضرها تطبيقًا عمليًّا في حياته اليوميّة.
المصدر: رجال صدقوا: القرآن الكريم أنيس «الشهيد صلاح عبّاس» – العدد 30 من نشرة «زاد الثائرين» (شهر رمضان- 1446هـ)