كما في كلّ مرّة تزداد فيها شكاوى المعتقلين السياسيّين من التضييق المتواصل والقمع المتصاعد في سجون النظام، تهبّ ما تسمّى «المؤسّسة الوطنيّة لحقوق الإنسان» لزيارتها، مع تقرير مجهّز مسبقًا يغطّي جرائم النظام الخليفيّ.
فبعد أن ظلّت الأنباء تتوارد من سجن جوّ حول تصعيد الإدارة لانتهاكاتها بحقّ المعتقلين، وأنّهم يعيشون في ظروف احتجاز قاسية تفتقر إلى الحد الأدنى من المعايير الإنسانيّة، ومع انتشار صوتيّات لعدد منهم تكشف حقيقة ما يحصل، ولا سيّما سياسة الانتقام من عدد من الضبّاط، سارعت هذه المؤسّسة إلى زيارة سجن جوّ «لمتابعة أوضاع النزلاء والاطلاع عن كثب على ظروفهم المعيشية ومستوى الخدمات المقدمة لهم في الجوانب الصحية والمعيشية، بالإضافة إلى التحقق من مدى توافق أوضاع المركز مع المعايير الوطنية والدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان»، وفق ما ذكرت وكالة بنا.
وزعمت أنّ وفدها التقى بعدد من المعتقلين واستمع إلى ملاحظاتهم ومطالبهم، والتي تمحورت حول الأوضاع المعيشيّة والصحيّة، إلى جانب المطالبة بـ«توسيع نطاق تطبيق قانون العقوبات والتدابير البديلة، وبرنامج السجون المفتوحة»، بحسب تعبيرها.
اللافت في النقطة الأخيرة أنّ المعتقلين أكّدوا أنّ هذه العناوين لا تقابلها برامج حقيقيّة، ولا تؤمّن للمفرج عنهم أيّ ضمانات للاستقرار أو إعادة الاندماج، في غياب كليّ للدعم النفسيّ أو الاجتماعيّ أو الاقتصاديّ.