أعرب ثوّار البحرين، من خلال حراك غاضب في عدّة بلدات، عن وفائهم لعدد من الشهداء ارتقوا في شهر أبريل/ نيسان على مدى سنوات الثورة.
ففي بلدة العكر أطلقوا صرخة «شرف القيادة» وفاءً للشهيد القائد «عمران شرف»، كما نفّذوا في البلدة وفي النويدرات نزولات ثوريّة وأشعلوا نيران الغضب.
وفي بلدة المقشع انطلق الأهالي بمسيرة تأبينيّة للشهيدين المجاهدين «علي عباس وأحمد المسجن» في ذكرى استشهادهما.
يذكر أنّ الشهيد «عمران شرف – 41 عامًا» من بلدة العكر قد رحل يوم الجمعة 19 أبريل/ نيسان 2024، بعد سجلٍّ جهاديّ حافلٍ، ومطاردة شرسة من النظام الخليفيّ منذ العام 2014، وصدور أحكام بسجنه لأكثر من 100 عام بتهمٍ تتعلّق بحريّة الرأي والتّعبير، وقد أُصيب بمرضٍ عضال كان يتطلّب العلاج خارج البلاد، غير أنّ القيود الأمنيّة التي كانت تتهدّده كمطارَد من أجهزة استخبارات النّظام، حالت دون تلقّيه العلاج اللازم والكافي داخل البحرين، وهو أيضًا شقيق «الشهيد القائد الميدانيّ حسين أحمد شرف» الذي عاش كذلك مطاردًا لمدّة طويلة، واستشهد في الأوّل من شهر أبريل/ نيسان 2014 وهو متمسّك بخيار المقاومة الحسينيّة وبتأدية واجبه الجهاديّ.
أمّا الشهيدان أحمد وعليّ فقد عرف عنهما قوّة العلاقة التي ربطتهما معًا، وكانا قلّما يفترقان، ووحّدا جهودهما في العمل الثوريّ، وصارا ينظّمان المسيرات اليوميّة، ويطوّران العمل النضالي في منطقتهما، حتى صارا مطلوبين لدى النظام.
والشهيد أحمد كان يبلغ 16 عامًا حين استشهاده، عرف بنشاطه في ميادين الثورة ودوره الفاعل فيها، وقد اعتقل في 14 يوليو/ تموز 2012، وأوقف على ذمّة التحقيق لمدة 45 يومًا، ثمّ حكم عليه بتاريخ 17 سبتمبر/ أيلول 2012 بالسجن لشهرين، إضافة إلى غرامة قدرها 100 دينار، ليفرج عنه في 18 سبتمبر بعد احتساب مدّة توقيفه، ويخرج ليواصل نشاطه السياسيّ حيث كان من أبرز الشبّان الناشطين ميدانيًّا في بلدته.
والشهيد علي كان يبلغ من العمر 18 عامًا وقد أنهى دراسته الثانويّة، لكنّه فضّل الانخراط في صفوف الثوّار بدلًا من الجامعة ليكون هو الآخر رقمًا صعبًا في الثورة، وتعرّض بسبب ذلك للاعتقال مرّتين.
يوم السبت 19 أبريل/ نيسان 2014 قضى الشهيدان في تفجير غامض طال سيّارتهما، عدّه ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير عمليّة تصفية، بينما ادّعت داخليّة النظام آنذاك وجود مواد متفجّرة في سيارتهما، وهي تهمة تلجأ إليها حين يستشهد مطلوبون لديها على خلفيّة سياسيّة.