أكّد الأمين العام لحزب الله «سماحة الشيخ نعيم قاسم» أنّ المقاومة ردّة فعل على الاحتلال، وفي حال عدم قدرة الدولة اللبنانيّة على حماية الأراضي والمواطنين بنفسها.
وقال سماحته في كلمة متلفزة حول الاستراتيجيّة الدفاعية والأوضاع العامّة، يوم الجمعة 18 أبريل/ نيسان 2025، إنّ «ميزة المقاومة في لبنان أنّها بدأت بإنجازات كبيرة ومؤثّرة واستمرّت في تحقيقها خلال 40 سنة»، موضحًا أنّ حزب الله يؤمن بالمقاومة باعتبارين: الاعتبار الأول إيمانيّ أنّه يجب تحرير الأرض، والاعتبار الثاني اعتبار وطنيّ أنّ أرضه محتلّة.
ولفت إلى أنّ «الكيان الصهيونيّ» يريد أنْ يحتلّ القسم الأكبر من لبنان ليضمّه إلى فلسطين المحتلّة ويُنشئ مستوطنات على الأرض اللبنانيّة، ويريد أنْ يستخدم لبنان من أجل توطين فلسطينيّين.
ونّبه الشيخ قاسم إلى أنّه «لم يعد هناك ذريعة أمام الكيان بعد الاتفاق ومع ذلك فهو يعتدي يوميًا إلى درجة وصلت اعتداءاته إلى 2700 اعتداء»، متسائلًا: «ألا يُفترَض أنْ يكون الاتفاق غير المباشر نهاية لمرحلة العدوان؟».
وأشار الشيخ قاسم إلى أنّ المعركة انتهت، والشباب موجودون على الحافة الأماميّة ومنعوا إسرائيل من التقدّم فذهبت (الأخيرة) إلى الاتفاق، مؤكّدًا أنّ المقاومة قدّمت نموذجًا أسطوريًّا كلّ العالم يتحدّث عنه.
وشدّد على أنّ الاحتلال لم يكن ليخرج لولا المقاومة التي التفّ الشعب والبيئة الحاضنة معها لمنعه من تحقيق إنجازاته.
وقال سماحته: «لدينا خيارات ونحن لا نخشى شيئًا، وإذا أردتم التجربة فلتجربوا فلا أحد يستطيع أنْ يهزمنا على الإطلاق، ما دامت المقاومة موجودة وستبقى، ومعها الجيش الذي يرفض الاحتلال، والشعب الذي ضحّى، وجمهور المقاومة الحاضر في الميدان الذي دافع دفاعًا عظيمًا، والدولة التي تتحدّث بشكل مباشر عن رفض الاحتلال»
وأكّد أنّ الكيان الصهيونيّ واهم إذا فكّر في قدرته على تحقيق مشاريعه، وهو يريد إبطال قوّة لبنان بالحديث عن نزع سلاح المقاومة، ونزع سلاحها بالقوّة يعني تقديم خدمة للعدوّ وهذه فتنة لن تحصل.
ورأى أنّ المشكلة الأولى ليست سلاح المقاومة بل طرد الاحتلال «الإسرائيليّ»، وإذا قيل السلاح حصرًا في بناء الدولة، فالمقاومة سلاحها حصرًا في محاربة العدوّ الصهيونيّ.
وأردف سماحته: «كنّا نسمع سابقًا أنّ سلاح المقاومة يعطّل الدولة، والمشكلة مع السلاح أنّه يمنع بناء الدولة. نسألهم: من الذي ساهم في انتخاب رئيس الدولة والحكومة اللبنانيّة وغير ذلك؟»، مؤكّدًا أنّ حزب الله سيواجه من يعمل من أجل نزع سلاحه كما واجه «إسرائيل».
ونوّه إلى أنّ بعضهم يرى أنّه بإزاحة الحزب والمقاومة من طريقهم يفتحون المجال للوصاية الأمريكيّة لكنْ لن ينالوا مرادهم، وتابع: «لن نسمح لأحد أنْ ينزع سلاح حزب الله أو أنْ ينزع سلاح المقاومة»، مشدّدًا على أنّ «هذا السلاح دعامة للمقاومة وأعطى الحياة والحريّة لشعب لبنان وحرّر لبنان وحمى سيادته»، وستواصل المقاومة خطّ «سيّد شهداء الأمّة»، وعلى عهده.
ورأى سماحته أنّ الاستراتيجيّة الدفاعيّة هي مناقشة المستويات الدبلوماسيّة والاقتصاديّة والعسكريّة في سياسة دفاعيّة متكاملة، وهي لا تتعلّق بسحب السلاح، مشدّدًا على أنّ لبنان لا يمكن أنْ يسير بالوصاية الأمريكيّة فهي الشيطان الأكبر وهي ترعى الغدّة السرطانيّة «إسرائيل» التي يجب اقتلاعها.
وجدّد تأكيده أنّ «فلسطين ستبقى البوصلة»، وأنّ جرائم القتل والتجويع في غزّة إدانة للعالمَين العربيّ والإسلاميّ، موجّهًا التحيّة للشعب اليمنيّ العظيم على نصرته غزّة.