صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
يبدي المجلس السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الشّكوك حيال صدقيّة الموقف الرسميّ للكيان الخليفيّ في البحرين بشأن الوضع الإقليميّ، وخاصة ما ورد على لسان الطاغية حمد في الاتصال الهاتفيّ مع الرئيس الإيراني «مسعود بزشكيان» في الثاني من أبريل/ نيسان الجاري، ويؤكّد أنّ هذا الكيان منخرط بشكل غير محدود في مشاريع إدارة الشرّ الأمريكيّة وضمن الأجندة الصهيونيّة المرسومة لتدمير المنطقة، وهو ما عبّر عنه وزير خارجيّته في لقاءاته الأخيرة في واشنطن، خلال زيارة موسّعة أراد منها الطاغية توثيق تبعيّته للأمريكيّين وإثبات التزام قبيلته الغازية باتفاقات التّسليم للإرادة الأمريكيّة وإبقاء أرض البحرين ساحة مستباحة للأنشطة الأمريكيّة والصهيونيّة المعادية لشعوب المنطقة.
إنّنا واثقون أنّ ارتماء آل خليفة في أحضان أعداء الأمّة سيزيد من حبال الموت الملفوفة حول أعناقهم، ولن تنفعهم هذه العبوديّة في حماية عرشهم الملطّخ بالدّماء، وسيكون مصيرهم المخزي مع الأمريكيّين والصّهاينة هو النهاية الموعودة بإذن الله تعالى.
وفي هذا الإطار، نسجّل في الموقف الأسبوعي العناوين الآتية:
1- لا يمكن لأبناء شعبنا العزيز في البحرين – من السّنة والشّيعة – أن يقفوا صامتين أمام سياسة الالتحاق بالعبوديّة والتبعيّة التي يفرضها الكيان الخليفيّ على البلاد أرضًا وأناسًا، وكما برهنَ هذا الشّعب الوفيّ بأسه وإباءه في الدّفاع عن دينه وحريّته ومقدّساته؛ فإنّه سيكون الأقوى في الدّفاع عن سيادة البلاد، وتاريخ الآباء والأجداد المشرّف في مقاومة الاستعمار والاستكبار والصّهيونيّة، وهو لا يزال على عهده في الجاهزيّة للانتفاض الواسع ضدّ استباحة سيادته الوطنيّة والأخلاقيّة، وسيبقى صوته الثائر عاليًا في كلّ السّاحات والميادين، وبالمواقف والشّعارات نفسها التي رفعها المواطنون منذ «طوفان الأقصى»، دعمًا للمقاومة الشّريفة وتحرير كلّ فلسطين، ورفضًا للتطبيع واتفاقات الخيانة، وثباتًا وتضامنًا مع شعوب المقاومة وحركاتها وحقّها في مواجهة العدوان الأمريكيّ- الصّهيونيّ، كما لن يقبل شعبنا بأيّ شكل من أشكال التّحالف مع القوى العدوانيّة، وسيبقى مطلبه واضحًا بإخراج القواعد العسكريّة الأجنبيّة من البلاد، وتطهيرها من أوكار التجسّس الصّهيونيّة والعالميّة.
2- لقد اكتوى شعب البحرين، ولا يزال، بشرور الإدارة الأمريكيّة التي لم تتوانَ عن دعم الدّيكتاتوريّات والأنظمة المستبدّة في المنطقة والعالم، وهو يتذكّر جيّدًا كيف احتلّت جحافل قوّات «درع الجزيرة» بلاده بإمضاء من الأمريكيّين الذين ظلّوا مكشوفين أمامه رغم نفاقهم وسياساتهم المزدوجة، ومنذ البداية لم ينخدع أبناؤه بتصريحاتهم ومواقفهم حول حقوق الإنسان التي يستخدمونها لتمرير خططهم في الهيمنة على الشّعوب ونهب خيراتها وتدمير مجتمعاتها بثقافات الانحلال والتوحّش الرّأسمالي. وفي ظلّ ما تشهده غزّة اليوم من حروب إبادة وقتل وتهجير جماعيّ، وما يتعرّض له لبنان وسوريا واليمن من عدوان أمريكيّ- صهيونيّ فاضح، وبالتزامن مع التهديدات المتواصلة للعدوان على إيران، وفي سياق العربدة الاستعماريّة والاقتصاديّة الأمريكية على دول العالم؛ فإنّنا مطمئنّون بأنّ شعبنا وأحرار العالم ستكون لهم كلمتهم القويّة ووقفتهم الشّجاعة ضدّ الأنظمة العميلة التي تخدم مشاريع الاستكبار العالميّ، وهم مستعدّون لخوض معركة التحرير الكبرى كما يخوضون معركتهم في الحريّة وإقامة الدّولة العادلة المستقلة.
3- نحيّي أهلنا الصّامدين في غزّة وفلسطين الذين يثبتون دومًا أنّهم الشّعب الأقوى في هذا العالم المحكوم بالغطرسة الأمريكيّة- الصهيونيّة، فهم الشّعب الأسطوريّ الذي لن يستسلم ولن يقبل بالمحو والتهجير، وسيبقى العنوان الكبير لعزّة هذه الأمّة والسّبب في نهضتها الكبيرة وتوحّدها على خطّ المقاومة وعلى كلّ الجبهات. إنّ الصّمود البطوليّ في غزّة وفلسطين، وفي اليمن ولبنان هو الشّعلة المتّقدة التي تضيء الطريق أمام شعوب المنطقة وتمنحها القوّة للانضمام إلى هذه المعركة المفتوحة، ولن يطفئ هذه الشّعلة خذلانُ النظام العربيّ الرّسمي ولا تواطؤ الغرب الاستعماريّ، كما ستفشل سياساتُ الحصار المفروضة على المقاومة ومحورها الشّريف في المنطقة والعالم، وستعود – بعون الله تعالى – أقوى إرادة وإيمانًا، وأكثر صلابة وجهادًا، وأوسع أملًا في تحقيق الوعد الإلهيّ بتحرير الأرض وتطهير البلاد والعباد من المحتلّين والغزاة.
4- ختامًا، وبالعودة إلى الوضع الدّاخلي في البحرين، نشير إلى أنّ الكيان الخليفيّ لا يزال محبوسًا في رهاناته التي أثبتت تكرارًا أنّها خاسرة محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا، متوهّمًا بأنّ دعاياته الممجوجة حول التسامح ومؤتمرات السّلام ستغطّي على جرائمه الموثقة واضطهاده الممنهج واستهدافه الدّفين لهويّة الشّعب وتاريخه الأصيل.
إنّ السّياسات الخليفيّة في البحرين هي مرآة لكلّ البطش والبشاعة والبغي الجاري في المنطقة والعالم، وإذا كان الأكيد أنّ قوى الاستكبار الأمريكيّ التي تراهن على إبادة الشّعوب الحرّة ستُصاب باليأس والخسارة، فإنّ السّلطة الخليفيّة ربيبة الاستعمار والصّهيونيّة ستقع في الحفرة ذاتها، ولن تنال من المعارضة وشعبها وبيئتها، رغم التضييق عليها ومحاربتها في وجودها وثقافتها ورموزها وحرّيتها، ومحاصرتها بأزماتٍ متتالية في عيشها ورزقها واستقرارها الأسريّ والاجتماعيّ. إنّ الفساد والاستبداد وانعدام الضمير الإنسانيّ سيلتهم آل خليفة عاجلًا أو آجلًا، وسيكون الانتقام الإلهيّ الحقّ والعادل للشّهداء والسّجناء والأمّهات، وللمساجد المهدّمة والمقدّسات المنتهكة؛ «إنّهم يرونه بعيدًا ونراه قريبًا».
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 7 أبريل/ نيسان 2025م
البحرين المحتلّة