صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
نتقدّم في المجلس السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بخالص التهاني إلى عموم المسلمين في العالم وشعوب المقاومة في غزّة ولبنان واليمن بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، ونخصّ شعبنا العزيز في البحرين، ومراجعنا العظام وفي مقدّمتهم وليّ أمر المسلمين السيّد القائد الخامنئي «دام ظلّه الشريف»، سائلين المولى «عزّ وجلّ» أن يتقبّل خالص الأعمال والطّاعات، وأن يشمل برحمته ولطفه أمّتنا الصّابرة، وأن يثبّت أقدامها وينصرها على أعدائها وظالميها، وأن ترتفع راية الحقّ والعدل في كلّ ربوع الأرض.
ونستذكر في هذا اليوم المبارك الشّهداء الأبرار الذين مثّلوا المنارة والقدوة في التضحية والفداء من أجل مرضاة الله تعالى، والولاء لأنصاره والبراءة من أعدائه، وعلى هذا الهدى كان دأب أحبّتنا السّجناء السياسيّين والقادة الرهائن في السّجون الخليفيّة، الذين جسّدوا بصبرهم وثباتهم العنوان الأسمى في الثبات على الحقّ وعدم الخضوع للإذلال والمساومة على كرامتهم وعلى حقّهم غير المشروط في الحريّة الكاملة.
وفي هذه المناسبة، نسجّل في الموقف الأسبوعي العناوين الآتية:
1- جدّد الكيان الخليفيّ حقده الدّفين على شعبنا مع الامتناع عن الاستجابة لدعوات الشّعب وقادته العلماء إلى الإفراج عن كلّ السّجناء السياسيّين وعلى رأسهم الرموز الرهائن، فاختار الطاغية حمد الاستمرار في سلوكه الدنيء واكتفى بإطلاق سراح عدد من السّجناء الجنائيّين في عيد الفطر ليُمعن في الانتقام من السّجناء السّياسيّين والقادة الرهائن، وليعاقب عوائلهم وشعبهم على ثباتهم في التضامن مع أبنائهم وأحبّتهم ومساندتهم في معركتهم من أجل الحريّة وكسر القيود الخليفيّة. لن ينال الطاغية من إرادة الأحبّة السّجناء وعوائلهم، وما عجز عن الحصول عليه سابقًا رغم القتل والعذاب، لن يناله اليوم أو غدًا مهما زاد مكره وانتقامه الشيطانيّ، ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾.
2- نعبّر عن الاعتزاز الكبير بحضور أبناء شعبنا في «يوم القدس العالمي» يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان، وهذا هو العهد بالشّعب الذي ظلّ حاضرًا في ساحات الدّفاع عن غزّة والتنديد بالجرائم الصّهيونيّة وحرب الإبادة التي يرتكبها «نتنياهو» بغطاء ودعم أمريكيّ كامل، ونؤكّد في هذا المجال أنّ تمسّك شعبنا بالقدس وتحرير فلسطين كاملةً وتأييد المقاومة حتى إسقاط الكيان الغاصب؛ هو تمسّك وانتصار لحقّه الأصيل في تحرير بلادنا من الهيمنة الأجنبيّة ومن الأنظمة العميلة على حدّ سواء، وهذه هي الرّسالة التي يؤكّدها شعبنا من خلال إصراره على الإبقاء المتزامن والدّائم بين نضاله من أجل إسقاط كيان الفساد والاستبداد ودعمه المطلق لإسقاط المشروع الصّهيونيّ- الأمريكيّ، وأنّ التفريق بين هذين المسارين هو تفريق بين خيارين متلازمين يكملان بعضهما بعضًا، فلا حريّة من غير تحرير وسيادة، ولن يتحقّق التحرير الحقيقيّ إلّا بحريّة كاملة غير منقوصة.
3- نشيد ونعتزّ بالمجتمع القرآنيّ الإيمانيّ الذي عبّر عنه شعب البحرين خلال شهر رمضان المبارك، من خلال المجالس القرآنيّة التي امتدّت في كلّ المنازل والمناطق، وتنظيم المحافل الدّينيّة والأنشطة الثقافيّة والتعبويّة، وإحياء ليالي القدر الشّريفة وذكرى شهادة أمير المؤمنين (عليه السّلام)، وكلّ ذلك كان إعلانًا من الشّعب على التمسّك بهويّته الأصيلة التي تنبعُ من القرآن الكريم واتخاذه دستورًا للحياة ومصدرًا إلهيًّا في مقارعة خطط الإفساد والانحلال والتبعيّة، وهي خطط مرسومة وتديرها قوى الاستكبار وأنظمة التوحّش من أجل تذويب هويّة الأمّة وتدمير مقوّمات وجودها، وإضعاف مناعتها في مقاومة العبوديّة والاحتلال وسموم الثقافة الغربيّة المنحلة.
4- في هذا السّياق نتوقّف عند رحيل المؤرّخ البحرانيّ الكبير «الأستاذ سالم النويدري (رحمة الله عليه)»، ونتقدّم بأحرّ التعازي والمواساة إلى أسرة الفقيد وشعبنا العزيز، ونستذكر بهذه المناسبة دور الراحل الكبير في الحفاظ على تاريخ الشّعب الأصيل وهويّته عبر تأريخه الواسع والعميق لأعلام الثقافة الإسلاميّة في البحرين، ليكون هذا الجهد المبارك سدًّا منيعًا في وجه التزوير الذي انتهجه الكيان الخليفيّ منذ احتلال البلاد وسعيه للتشويش على هويّة الشعب واستئصال تاريخه الحقيقيّ، وخصوصًا تاريخ العلماء العظام الذين كانوا حرّاس الدّين والأرض على امتداد التاريخ. إنّ الأستاذ النويدري جدير بأن ينال التكريم الذي يليق بقلمه الشّريف وجهاده الفكريّ وإسهامه الحثيث في الدّفاع عن تاريخ البحرين أمام مشاريع الطّمس التاريخيّ التي أسّسها الخليفيّون لتأمين سرديّتهم الكاذبة حول البحرين وشعبها وأرضها وفرْضها على الأجيال المتعاقبة.
5- في الختام، ونحن نشاركُ شعبنا العزيز أجواء العيد وزيارة روضات الشّهداء في هذه الأيام؛ نؤكد أنّه يعلم أنّ العيد الحقيقيّ يكون بالاستمرار في عطاءات شهر رمضان ودروسه في الصّبر والصّمود والجهاد، ولا سيّما في ظلّ هذا العدوان الأمريكيّ الصهيونيّ المتجدّد على أهلنا الصّابرين المقاومين في غزّة واليمن ولبنان، ومع التهديدات الطائشة بالعدوان على الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران. إنّنا واثقون بأنّ شعبنا في البحرين سيكون على وعده وعهده حاضرًا في مقدّمة الشّعوب الحيّة والحرّة التي تقاوم المشاريع العدوانيّة وأهدافها المجرمة، وسيعبّر عن ذلك بمواصلة أصواته وصولاته في مناهضةِ المشروع الأمريكيّ- الصّهيونيّ في المنطقة، وعدم التوقّف عن دعم قوى المقاومة، والتصدّي للتطبيع ووكر التجسّس الصهيونيّ في المنامة، وإلى أن يمنّ الله تعالى على عباده بنصره، ﴿وَنَجْعَلَهُمُ ٱلْوَٰرِثِينَ﴾.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الثلاثاء 1 أبريل/ نيسان 2025م
البحرين المحتلّة