قالت المخرجة الفنيّة في مديريّة إعلام الحشد الشعبيّ «آمنة مهدي» إنّ يوم القدس هو فعل عبقريّ بدأه الإمام الخمينيّ الراحل وأتمّه الإمام الخامنئيّ، وهو بذرة زرعها الإمام الخمينيّ في قلوب المسلمين قبل 40 سنة، تروى كلّ عام في آخر يوم جمعة من شهر رمضان، فهي كالنخلة التي تحتاج إلى سنوات حتى تثمر، وعندما تثمر يكون ثمرها مباركًا.
ورأت في كلمتها في المهرجان الخطابي الثاني عشر الذي أقامته الهيئة النسائيّة في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بمناسبة يوم القدس العالمي أنّ المسلمين كانوا يحيون طيلة هذه السنوات يوم القدس العالمي، بالتظاهرات والهتافات، والشعارات، تحت الشمس الحارقة مجدّدين الموقف ومتحمّلين الكثير من الكلام مثال: مسيراتكم هذه ماذا تقدّم لفلسطين؟ ماذا ستحقّقون لها؟ لكنّهم ظلّوا خلف قادتهم، ويستمرّون في كلّ سنة بإحياء يوم القدس.
وأضافت مهدي: «رغم أنّ الظاهر للناس كان أنّ يوم القدس هو فقط نوع من المواساة، لكنّ حقيقة الأمر أنّنا كنّا نبني عمليّة نضوج عبقريّة، لأنّنا- شيعة وسنّة ومسيحيّين- نحيي هذا اليوم وهذه القضيّة بأرواحنا، بطريقة تضمن أنّنا لا نحن ولا الأجيال القادمة ستنساها، أو تتوقف يومًا ما عن كونها جزءًا من أولوياتنا».
وأوضحت أنّه طوال السنوات الماضية جرت مئات الأحداث، بعضها مات أو نُسي، لكن ثمّة مجموعة من القضايا والأحداث ظلّت وصمدت، منها «يوم القدس العالميّ»؛ وعلى هذا يكون الغرض الأوّل منه قد تحقّق، لكنّ الأمر الأكثر أهميّة الذي تحقّق هو صناعة المركزيّة، فالمفصولون عن قضيّة القدس والذين بدأوا ينسونها رويدًا رويدًا، باتت تتراجع عن أولويّاتهم، لكن المتمسّكين بها، وبسبب يوم القدس وصناعة هذه الاستمرارية، وصناعة هذا الثبات وبقاء القدس من الأولويّات، صاروا هم مركزًا لهذه القضيّة. وخاصّة بوجود القادة على أرض المعركة، والذين يقودون معركة طريق القدس، فحوّلوا يوم القدس إلى يوم رسم الخطط وإعطاء الإحداثيّات، إلى يوم يُصنع به التحوّلات التاريخيّة.
وأشارت إلى خطب الإمام الخامنئيّ في يوم القدس سنة 2021 و2022 و2023 وما تلاها من أحداث، فهي حوت خططًا دقيقة أوجدت تحوّلات تاريخيّة بهذه السنين الثلاث.
وقالت مهدي: «إذن ثمرة يوم القدس أنّ القضيّة بقيت بيننا ولأجيالنا، وتحوّلنا إلى مركز لها، حيث إنّ الذين دخلوا معركة إسناد غزّة، وصاروا محورًا في المعركة هم الذين كانوا يحيون يوم القدس، من شعوب وفصائل وتجمّعات، وهم الذين دخلوا قلب المعركة مع فلسطين، وتحوّلوا إلى حاضنة الفعل العسكريّ وميدان المواجهة».
وأضافت: «أمّا الشعوب التي لم تكن تحيي يوم القدس، فهي الشعوب التي ما قدرت أن تصمد أو تحرّك ساكنًا في هذه المعركة، لأن لا مركزيّة لها»، مشدّدة على ما للقادة من دور في وضع الخطط الدقيقة وبعيدة المدى، فمثلًا تفاصيل يوم القدس وكيفيّته في غاية الدقّة: من التجمّعات الجماهيريّة ورفع الشعارات الثوريّة، واختيار وقته في شهر رمضان وفي آخر يوم جمعة منه، كلّها اختيارات عبقريّة ولّدت استمراريّة ومركزيّة، وهذا الأمر أدام الإمام الخمينيّ منذ أن أدار دفّة المعركة، فكان الشيعة في صدارة المدافعين وجبهة الحقّ بين مليار ونصف مسلم.
وأكّدت أنّ محور المقاومة ليس وليد يوم وليلة، بل هو نتاج الحفاظ على الوحدة الإسلاميّة بشدّة رغم كلّ محاولات العدوّ تدميرها، وهو أيضًا نتاج إبقاء قضيّة فلسطين القضيّة المركزيّة المسلمة؛ فوسط حرب صدّام الملعون على الجمهورية الإسلاميّة قال الإمام الخميني: طريق القدس يمر عبر كربلاء، وفي خضم المؤامرات على سوريا سنة 2011، وقف الشهيد السيّد حسن نصر الله وقال: طريق القدس يمر عبر سوريا. لأنّ هذا البناء دقيق قدر أن يهدم كلّ المؤامرات التي حدثت حتى يصنع بالنهاية هذه القوّة وهذا المحور، يقوده قادة يضعون استراتيجيّات تدير معركة التمهيد وتحتاج إلى جنود من خلفهم يخوضون أرض هذه المعركة.