سنوات مضت عجاف على شعب البحرين نتيجة ليس فقط القبضة البوليسيّة المحكمة على خناقه، بل بسبب الاحتلال السعوديّ، والوجود العسكريّ للقاعدة الأمريكيّة على أرضه، وأخيرًا التطبيع وفتح سفارة للصهاينة.
مئات من المعتقلين لا يزالون في السجون، وآلاف المهجّرين لم يرجعوا إلى بلادهم، والنظام يحظّر التجمّعات، ويعتقل على المسيرات، ويستدعي المواطنين على خلفيّة إحياء المناسبات الدينيّة، ويمنع صلاة الجمعة، ويخوّن التضامن مع شعوب المنطقة، ويصادر حريّة الرأي والتعبير ويجرّمها.. ولكن رغمًا عن كلّ ذلك يصرّ شعب البحرين على حقّه في تقرير مصيره، ووقوفه مع فلسطين ومحور المقاومة.
يوم الجمعة 28 مارس/ آذار 2025، كان يوم القدس العالميّ، ولم يتخلّف شعب البحرين عن ركب المقاومين في إحياء هذا اليوم بمسيرات بدأها منذ الفجر ولم تنته حتى ساعات متأخّرة من الليل.. نساء ورجال.. شيبة وشبّان جدّدوا العهد مع قضيّة الأمّة المركزيّة.
توّج هذا الحراك باستعراض ثوريّ لشباب الثورة تحت شعار «على العهد يا قدس»، نظّمه ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير.
بالهتافات الثوريّة الحماسيّة التي علت في الأرجاء، وبالقبضات التي كانت تحمل صور «الإمام الخمينيّ الراحل والسيّد القائد الخامنئيّ وشهيد الأمّة السيّد حسن نصر الله، والفقيه القائد آية الله الشيخ عيسى قاسم، وقائد الثورة اليمنيّة السيّد عبد الملك الحوثي»، وقادة البحرين المعتقلين، ونخبة من شهداء الثورة تجديدًا للعهد معهم على التمسّك بالقضيّة المركزيّة للأمّة، وتجديدًا للرفض القاطع للتطبيع مع الصهاينة، جال الثوّار في ربوع البحرين.
شبّان، بعضهم كانوا أطفالًا حين انطلقت ثورة البحرين عام 2011، لكنّهم تربوا على أنّ فلسطين هي البوصلة، وأنّ البحرين ستظلّ عصيّة على الأعداء، ولا مكان للصهيونيّ على أرضهم.
شبّان لديهم اليقين بأنّ النصر صبر ساعة، صبر على الظلم والجور، صبر على الصعاب، صبر على التحدّيات بكلّ أشكالها، صبر على الفداء والتفاني، شبّان آمنوا بأنّ الحريّة مهرها غالٍ وارتضوا به.