قال ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير في مهرجان خطابيّ في مدينة قمّ المقدّسة، بالذكرى السنويّة الرابعة عشرة لاعتقال قادة الثورة، تحت عنوان «ثابتون مع القادة» إنّ القوى الثوريّة سجّلت في العامِ الأوّلِ من انطلاقِ ثورةِ 14 فبراير موقفها الواضح بشأن طبيعة الوجودِ السعوديِّ- الإماراتيِّ في البحرينِ؛ إذ لم تكتفِ بعدِّهِ داعمًا عسكريًّا لآلِ خليفةَ في قمعِ الثورةِ، بل تأكّدَ أيضًا أنّه «وجودٌ احتلاليٌّ».
وأوضح الائتلاف في كلمته أنّ هذا التشخيص ترتّبَ عليهِ تحديدُ الموقفِ العمليِّ، والمتمثّل في خيارِ المقاومةِ، لافتًا إلى أنّ القوى الثوريّة، وبعد مرورِ 14 عامًا على الاحتلالِ السعوديِّ للبحرين، تصرُّ على تثبيتِ موقِفِهَا الواضحِ بشأنِ هذا الحدثِ الخطِرِ، وضرورة أن يتراكمَ هذا الوضوحُ على مستوى البرامجِ والفعاليّاتِ، وفي بناءِ الخطابِ السياسيِّ والشعاراتِ المعبّرةِ عن تقديرِ الموقفِ تجاهَ الغزوِ السعوديِّ وتَبِعَاتِهِ وآثارِهِ في الأرضِ.
وتطرّق الائتلاف في كلمته إلى إصداره البيانَ رقمَ واحدٍ في 19 مايو 2011م، وإعلانه مرحلةَ «الدفاعِ المقدّسِ»، مع الحرصِ على هندسةِ هذه الرؤيةِ باعتبارِها مرحلةً مفتوحةً من حيثُ الزمانِ والكيفيّةِ، مشيرًا إلى أنّ هذه الخطوة لم تكن حربًا إعلاميّةً أو نفسيّةً من جانبِ القوى الثوريّةِ، بل كانتْ رؤيةً وتشخيصًا للموقفِ، بمعزلٍ عن القدرةِ الفعليّةِ والاستطاعةِ العملياتيّةِ في ذلك الوقتِ؛ فالمسألةُ عند القوى الثوريّةِ هي بناءُ الموقفِ وفقَ الرؤيةِ الفكريّةِ والدينيّةِ واستنادًا إلى احتياجاتِ الواقعِ الثوريِّ والشعبيِّ، وضرورةِ فتحِ هذا الواقعِ على الآفاقِ الممكنةِ، ولو كانتِ الظُّروفُ المنظورةُ غيرَ مؤاتيةٍ لتحريكِ الرؤيةِ والموقفِ والتشخيصِ.
وأكّد أنّه من المهمِّ في إطارِ أيِّ نضالٍ يشبهُ النضالَ الوجوديَّ الذي يواجِه شعب البحرين بهِ آلَ خليفةَ أن تتحدّدَ منذ البدايةِ الرؤى، وفي أبعادِها الكاملةِ، وأن يُبنَى الخطابُ والمفرداتُ السياسيّةُ والتعبويّةُ الشارحةُ لهذه الرؤيةِ، وفي المدى الطويلِ أو المفتوحِ من الزمنِ.
ونوّه إلى التوليفة الواسعة من المصطلحاتِ والشعاراتِ التي ولّدتها القوى الثوريّة على مدى 14 عامًا، بما له علاقة بالغزو السعوديِّ للبحرينِ، ومنها: «المقاومة الحسينيّة، والسلميّة القرآنيّة، ومفاهيم السيادة والدفاع المقدّس وثورة المحراب»، مع شعارات: «يا غزاةُ ارحلوا»، «بحرين حرّة حرّة.. درع الجزيرة بره»، وبالتوازي مع سلسةِ البرامجِ المؤسِّسةِ والمشاريع التي طُرحت في سنواتِ الثورةِ حول مقاومةِ الاحتلالِ السعوديِّ، والتي يُستخلصُ منها عدّة نقاط، أبرزها:
1– القوّاتُ السعوديّةُ في البحرينِ هي «قوّاتُ احتلالٍ يجبُ أن تخرجَ منها بأيِّ وسيلةٍ».
2– لشعب البحرين الحقُّ في مقاومةِ قوّاتِ الاحتلالِ ومواجهتِهَا، ومعها قوّاتُ المرتزقةِ المتعدّدةِ الجنسيّاتِ، واعتبارِ هذا الحقِّ «واجبًا وطنيًّا» غيرَ قابلٍ للتأجيلِ، لأنَّ آلَ خليفةَ لن يبادروا لإخراجِ قوّاتِ آلِ سعود من البلاد.
3– إعطاءُ الفرصةِ لأصحابِ الخياراتِ الأخرى بالتحرّكِ – من خلالِ الأممِ المتحدةِ أو غيرِها – والعملُ على إخراجِ القوّاتِ السعوديّةِ من البلادِ و«بالقنواتِ الرسميّةِ» المتاحةِ.
وأكّد ائتلاف 14 فبراير أنّه يمكن القول إنّ شعب البحرين انتصرَ على قوّاتِ آلِ سعودٍ وقوّاتِ درعِ الجزيرةِ، كما انتصرَ على قوّاتِ آلِ خليفة، وعلى جحافلِ المخابراتِ الأجنبيّةِ؛ لأنّ كلَّ هذه القوّاتِ لم تُفلِحْ في إركاعِهِ وإجبارِهِ على الاستسلامِ.