صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
أكّدت قوى المعارضة في البحرين موقفها الواضح برفض أيّ تدخّل أجنبيّ في شؤون البلاد، خصوصًا التدخّلات العسكريّة التي تعتدي على السّيادة الوطنيّة وتصادر إرادة الشّعب. وحمّلت المعارضة في بيان بمناسبة الذكرى السنويّة المشؤومة للاحتلال السعوديّ- الإماراتيّ للبحرين (مارس 2011م) الكيانَ الخليفيّ المسؤوليّة الكاملة عن آثار هذا الاحتلال وتداعياته الخطرة على واقع البلاد.
إنّنا في المجلس السياسيّ لائتلاف شباب ثورة 14 فبراير نشدّد على شعار «لاءات السيادة» الذي أعلنته قوى المعارضة بهذه المناسبة، وتضمّن رفض ثلاثيّة «التبعيّة والخارج والوصاية»، ونؤكّد أنّ هذه الثلاثيّة تجسّدت بوضوح في التدخّلات العسكريّة المعادية التي نفّذها الكيان السعوديّ في البحرين واليمن وعموم المنطقة، ما تسبّب في زعزعة الأمن والاستقرار الإقليميّ، ونُشوب الصراعات الداخليّة والفتن المذهبيّة واتّساع نطاق الهيمنة الاستعماريّة. ومن هذا المنطلق، فإنّنا نرى أنّ آل سعود كانوا وراء الانهيارات الخطرة التي تمدّدت في دولنا ومجتمعاتنا، ولا يزالون، وهم الذين خطّطوا لتخريب حركات الشّعوب في المنطقة وحرفها عن مسارها الطبيعيّ، ولذلك فإنّ موقفنا من هذا الكيان الشّرير لن يتغيّر مهما تغيّرت جلوده وأقنعته.
وفي هذا السّياق نسجّل في الموقف الأسبوعيّ العناوينَ الآتية:
1- هدف الغزو العسكريّ السعوديّ- الخليجيّ للبحرين قبل أربعة عشر عامًا بشكلٍ مباشر لمواجهة ثورة الشعب السلميّة التي كانت تدعو إلى الحريّة والعدالة، وأثبت هذا الغزو الوحشيّ أمرين مهمّين، الأوّل: أنّ ثورة 14 فبراير كانت قادرةً بالفعل على الوصول إلى أهدافها وتحقيق تطلّعات المواطنين في إقامة دولة دستوريّة عادلة، بعد أن عمّت التظاهرات الحاشدة كلّ مكان، وفقدَ الطاغية حمد أيّ شكل من أشكال القبول الشعبيّ. والأمر الآخر هو: أنّ آل خليفة هم قبيلة غازية لا تنتمي للبحرين، وليس لها أيّ علاقة بالأرض والسّكان، وامتنعت عن إقامة دولة ذات سيادة ومواطنة متساوية، بل كان رهانها الدّائم الارتهان للخارج وتلبية مصالح القوى الأجنبيّة. لذلك كان دخول قوّات درع الجزيرة بقيادة السعوديّة محطّة جديدة لانكشاف الطبيعة الاحتلاليّة لآل خليفة وانسلاخهم من قيم الاستقلال والسّيادة، وعدم امتناعهم عن الخضوع لقوى الطغيان والهيمنة في سبيل حماية نظامهم الفاسد وغير الشّرعيّ.
2- بناء على ذلك، فإنّنا نرى أنّ الحكم غير الشرعيّ في البحرين ليس احتلالًا استيطانيًّا فحسب، ولكنّه أيضًا بؤرة شريرة تتولّى خدمة المصالح الأجنبيّة المعادية للشّعب والأُمّة جمعاء، ولذلك فإنّ أحد جوانب المعركة الوطنيّة في البحرين مقاومة المنظومة الاستعماريّة التي تسيطر على البلاد وتسلب سيادتها الكاملة وقرارها الوطنيّ، خصوصًا بعد الانخراط العلنيّ لآل خليفة في المشروع الصّهيونيّ والتحاقهم بالمخطّط الأمريكيّ المعادي للشّعوب المقاومة. ومنذ البداية، وبعد أشهر من الاحتلال السعوديّ للبحرين؛ رسّخت ثورة البحرين مقولة التحرّر من الخارج والتصدّي للوصاية الأجنبيّة، جنبًا إلى جنب مطلب الحقّ السياسيّ الكامل وتقرير المصير، وهي رؤية استراتيجيّة أثبتت صوابها في المراحل اللاحقة التي تمدّد فيها المشروع الصهيونيّ- الأمريكيّ عبر أدواته العميلة المتمثّلة في السعوديّة وتوابعها في فلك الأنظمة المتصهينة.
3- إنّ النزف الداخليّ الذي تعانيه البحرين، سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا؛ أصبح في أسوأ حالاته منذ الغزو السّعودي للبحرين، فهذا الحدث شكّل نقطة تحوّل في مسار أحداث البحرين والمنطقة، وكان بداية تمدّد التوحّش السعوديّ- الخليجيّ بإرسال المدرّعات والجنود لفرْض القتل على الهويّة واعتقال قيادات المعارضة وهدم المساجد وارتكاب أفظع الجرائم الموثقة في التقارير الدّوليّة. ولم يقتصر توجيه هذه الرّسالة الدّمويّة إلى الاعتصام الجماهيريّ في دوّار الشهداء (اللؤلؤة)، بل كانت أيضًا تلويحًا باستعمال البطش وأخبث المؤامرات ضدّ أيّ حراك شعبيّ في المنطقة ينادي بالسّيادة والعدالة، وهو ما فعله الكيان السعوديّ والأنظمة المتصهينة بحقّ الشعوب الحرّة التي قرّرت التمرّد على الاستبداد والعبوديّة والوقوف بوجه الشّيطان الأمريكيّ ومشاريعه الإجراميّة.
4- ندين بشدّة بدء الشّيطان الأكبر أمريكا حربه العسكريّة الجديدة على شعب اليمن العزيز، وقصف المناطق السكانيّة الآمنة، وقتل المدنيّين العزل، ردًّا على الموقف اليمنيّ الشريف في دعم المظلومين والمحاصرين في فلسطين المحتلّة، والوقوف معهم في وجه ما يُمارس بحقّهم من إبادة وحشيّة صهيونيّة خلال شهر رمضان المبارك، وفي ظلّ تواطؤ الحكّام المتصهينين وإسنادهم للعدوان، ومنهم الطاغية حمد الذي فتح القواعد العسكريّة في البحرين لتنطلق منها الطائرات الأمريكيّة والبريطانيّة لقصف الشّعب اليمنيّ.
يؤكّد هذا التآمر خطورة الصّمت عن الطواغيت العملاء في عالمنا العربيّ، فهؤلاء وبال خطر على قيم الأُمّة ووجودها ومقدّساتها، وأنّ المساومة معهم لن تجدي نفعًا في إصلاحهم وردعهم عن شرورهم، لأنّهم أدوات بيد الشيطان الأكبر ولن تستعيد الشّعوب كرامتها إلّا بقطع هذه الأدوات وتخليص الأُمّة منها.
5- مع استمرار تصاعد التوتر العسكريّ في المنطقة بين جبهة الحقّ وجبهة الباطل، وعلى أعتاب اقتراب «يوم القدس العالميّ» في آخر يوم جمعة من شهر رمضان، والذي هو «يوم فلسطين.. كلّ فلسطين» كما أراد له الإمام الخميني الراحل (قدّه)؛ نهيب بشعبنا العزيز في البحرين للاستعداد من أجل التحضير لأوسع مشاركة في هذا اليوم الاستثنائيّ، وتجديد الموقف الشّعبي الثّابت على دعم الشّعب الفلسطينيّ المظلوم ومقاومته الشّريفة، وتحرير كلّ شبر من فلسطين ومقدّساتها من الصهاينة المجرمين، وكذلك لتأكيد الرّفض الشعبي للتطبيع مع العدوّ الصهيونيّ، وإعلان الصّوت لقطع العلاقات مع هذا الكيان اللقيط وطرد سفيرهم من البحرين، وعدم الارتباط بأيّ تحالف أجنبيّ عدوانيّ يعادي شعوب المنطقة، ويستهدف سيادتها وكرامتها وأمنها.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 17 مارس/ آذار 2025م
البحرين المحتلّة