في الذكرى الحزينة لاستشهاد الشهيد البطل «أحمد فرحان آل فرحان»، نقف جميعًا لنتذكر لحظة برزت فيها البطولة والشجاعة على مسرح الحياة، لحظة تحوّلت معها سترة، تلك البقعة من الأرض التي شهدت إراقة الدماء، إلى رمز خالد يحوي بين ترابه القصّة الأبديّة للنضال والكفاح.
في 15 مارس/ آذار 2011، في يوم ذي غيوم دامية غطّت سماء البحرين، كان ثمّة رجل قد قرّر أن يكتب التاريخ باللون الأحمر، ليس بدمه فحسب بل بكلّ نقطة دماء نزفت في سبيل العدالة والحريّة. أحمد فرحان آل فرحان لم يكن مجرّد رقم في سجلّ الشهداء، بل كان الصفحة التي جمعت قصص البطولة والتضحية من أجل الأرض والعرض.
مع كلّ رصاصة غادرة أطلقت في ذاك المساء، مع كلّ شظية رسمت لوحات الألم على جسده، كان هناك إرادة صلبة تقول إنّ الكرامة أبديّة ولا تموت. وفي مسرح تلك الجريمة، استحال أحمد من مواطن يحلم بالحريّة إلى أيقونة تقود مسيرة النضال والكفاح ضدّ كلّ أشكال الظلم والاستبداد.
مشهد عدوان قوّات الاحتلال السعوديّ مع مرتزقة آل خليفة لم يهزم إرادة أحمد ولا إرادة شعب كامل قرّر أن يخوض معركته بكلّ بسالة وشجاعة. ولم يكن أحمد وحده في هذه المعركة؛ فكلّ نفس جريحة، كلّ هتاف خرج رغم الألم، كلّ عين رفضت أن تغلق قبل رؤية النور، كانت إلى جانبه يدًا بيد.
اليوم، وبعد سنوات على استشهاد أحمد، يجب أن يكون لنا وقفة، ليس لنحزن فحسب، بل لنستلهم. يجب أن نعيد قراءة قصّته ليس كسرديّة للألم والمعاناة فقط، بل كخارطة طريق ترشد الأجيال القادمة إلى كيفيّة الوقوف بوجه الظلم والاستبداد بكلّ عزم وصلابة. يجب أن نتذكّر أحمد ليس كشهيد فحسب، بل كمعلّم ورمز للنضال يستضيء بنوره الثائرون والأحرار في كلّ مكان.
فلتبقَ ذكرى «الشهيد أحمد فرحان» وكلّ شهيد ضحّى بحياته من أجل الحريّة، بوصلة تهدينا نحو طريق تحقيق العدالة والكرامة للإنسان، لتُحفر حكاياتهم في ذاكرة الأمم كشموع لا تنطفئ.