في ذكرى مسيرة التاسع من مارس، التي انطلقت بدعوة من الفقيه القائد آية الله الشيخ عيسى قاسم، توحّدت أصوات الجماهير الغاضبة التي خرجت تطالب بالتحرير والتغيير في الساحات.
ذلك اليوم تحوّل إلى رمزٍ للمقاومة والصمود، حيث استطاع الشعب أن يجمع تحت لوائه كافة طوائف المعارضة في مسيرة ضخمة غير مسبوقة، لتكون أكبر تجمّع منذ اندلاع ثورة 14 فبرارير.
مسيرة 9 مارس لم تكن مجرّد تظاهرة، بل كانت استفتاءً عارمًا عبّر عن رفض الشعب لما يتعرّض له من قهر وظلم. كانت تلك الدعوة من الشيخ قاسم إيذانًا ببدء مرحلة جديدة، مرحلة تأكيد أنّ حلم التغيير لا يزال حيًّا ونابضًا في قلوب المحرومين والمقهورين.
في التاسع من مارس 2012، أعلن الشعب البحرانيّ نتيجة استفتائه الكبير للعالم، مطالبًا بإسقاط النظام وتأكيد حقّه في تقرير المصير. لم تكن مطالبة عابرة، بل إرادة جماعيّة لاستعادة الحقوق والكرامة المسلوبة، تلك الحقوق المضمونة بكلّ العهود والمواثيق الدوليّة التي تعترف بالديمقراطيّة وحقوق الإنسان.
في ذلك اليوم، وجّه البحرانيّون رسالة لا لبس فيها لهذا النظام وللعالم بأسره: حتى لو أعيد الزمن إلى ما قبل 14 فبراير 2011، سنختار العودة والنضال مرّة أخرى. لم يغيّر الزمن مطالبنا، ولم تغيّرها الأساليب القمعيّة، بل زادتها صلابة وقوّة.
هذه هي روح شهر مارس التي تتجدّد كلّ عام، تذكير للظالمين بأنّ عزيمة الشعب لا تنكسر، وأنّ نداء الحريّة لا يزال يتردّد في الأرجاء، معلنًا أنّ الثورة مستمرّة حتى تحقيق العدالة.