في قلب الشرق الأوسط، حيث تتموّج مياه الخليج بقصص الشجاعة وصرخات الحريّة، يقف شعب البحرين صامدًا كرمز للنضال ضدّ الهيمنة والاحتلال.
يتجسّد هذا النضال بامتياز في اليوم الوطنيّ لطرد القاعدة الأمريكيّة من البحرين، يوم يرفع فيه الشعب البحرانيّ لواء المقاومة عاليًا، مؤكّدًا حقّه في تقرير المصير، ومطالبًا بسيادة أرض لم يشُبها تدخّل أجنبيّ.
يوم الجمعة الأوّل من شهر رمضان، تتنفّس البحرين الحريّة، حيث يجسّد شعبها معنى الإباء والكرامة. في هذا اليوم، يعرب البحرانيّون عن رفضهم وجود القاعدة العسكريّة الأمريكيّة على أرضهم، بل يعبّرون عن استنكار عميق لكافة أشكال الاحتلال والهيمنة. لقد أدركوا بفطنة وبصيرة أنّ وجود هذه القاعدة في منطقة الجفير ليس إلّا احتلالًا عسكريًّا يشوّه هويّتهم الوطنيّة ويقيّد استقلالهم.
يرى شعب البحرين أنّ الاعتماد على قوّات خارجيّة لا يبني أمنًا دائمًا بل يزرع بذور التوتر والاضطراب. الوجود الأمريكيّ لم يقتصر ضرره على تشويه السيادة فحسب، بل امتدّ ليؤثر سلبًا على السلام في المنطقة بأسرها، ويُظهر دعمًا لنظام آل خليفة الذي تثقل يده قمع الشعب البحرانيّ والاستحواذ المستغلّ لثرواته.
إحياء هذا اليوم في مناطق البحرين تأكيد للرفض الجماعيّ للاحتلال الأمريكيّ، وهو صرخة حيّة للمطالبة بالحريّة والاستقلال. يعدّ البحرانيّون هذا اليوم فرصة ذهبيّة لإعلاء الصوت الشعبي الموحّد في وجه أيّ تدخّل خارجيّ، معبّرين عن آمالهم في بناء منطقة تنعم بالسلام والاستقلال الكامل.
أمام العالم، يقف اليوم الوطنيّ لطرد القاعدة الأمريكيّة من البحرين كشهادة على عزم شعب البحرين وإصراره على تأجيج مقاومة الاحتلال. إنّها دعوة لتوحيد الصفوف، وتجسيد حيّ لإرادة شعب يتطلّع لمستقبل يقوم على أساس الحريّة والكرامة والعدالة.
في هذا اليوم، خطّ البحرانيون فصلاً جديدًا من فصول مقاومتهم، فصلًا يحكي قصّة شجاعة وتصميم قلّ نظيرهما، وأكّد أن لا سلام دون حريّة، ولا استقلال في ظلّ الاحتلال.