أوّل يوم جمعة في شهر رمضان المبارك، وكما في كلّ عام، يؤكّد شعب البحرين رفضه المطلق لوجود القاعدة الأمريكيّة على أرضه، معتبرًا هذا الوجود احتلالًا سافرًا.
يوم الجمعة 7 مارس/ آذار 2025 شهدت مناطق عدّة في البحرين حراكًا غاضبًا إحياء لليوم الوطنيّ لطرد القاعدة الأمريكيّة من البحرين، الذي أعلنه ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير في العام 2017 ليكون انطلاقة لمشروع انتزاع السيادة الحقيقيّة على البحرين، وإنهاء الحكم الخليفيّ الديكتاتوريّ المستند في بقائه إلى بقاء هذه القاعدة التي غطّت على جرائمه طيلة سنوات، إضافة إلى أنّها إحدى الركائز التي تعتمد عليها الإدارة الأمريكيّة لتعزيز وجودها العسكريّ في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط، بهدف تحقيق أطماعها الاستراتيجيّة والاقتصاديّة ودعمها الكيان الصهيونيّ.
جدران بلدات المرخ وسماهيج والخارجيّة وسترة والسنابس مُلئت بشعارات مناهضة لبقاء هذه القاعدة العسكريّة ووجودها غير الشرعيّ، بينما أشعل الثوّار نيران الغضب في بلدة صدد ضمن فعاليّات هذا اليوم.
سبق هذا الحراك الشعبيّ حملة إعلاميّة أطلقها ائتلاف 14 فبراير على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعيّ أكّد فيها أنّه يعدّ وجود القاعدة الأمريكيّة في البحرين انتهاكًا لسيادتها، ويضعف قدرتها على اتخاذ قرارات مستقلّة في شؤونها الأمنيّة والسياسيّة، ما يهدّد استقلاليّة البلاد، كما أنّها أداة لتحقيق المصالح الاستراتيجيّة والاقتصاديّة الأمريكيّة في المنطقة، من دون أن يكون لها أيّ فائدة مباشرة على أمن البحرين أو رفاه شعبها.
وأثار الائتلاف القلق من تعريض هذه القاعدة للبحرين للمخاطر الأمنيّة المتزايدة، خصوصًا في ظلّ تصاعد التهديدات ضدّ المصالح الأمريكيّة في المنطقة نتيجة تدخّلاتها السلبيّة في المنطقة، التي تفاقم أيضًا التوتّرات الإقليميّة، وتزيد من حدّة الصراعات.
وندّد بالتحالف الوثيق بين النظام الخليفيّ والولايات المتحدة، لأنّه يعزّز تبعيّته للقرار الأمريكيّ على حساب مصالح الشعب، كما أنّه يلجأ إلى الدعم العسكريّ الأمريكيّ لقمع الحركات الاحتجاجيّة الشعبيّة، ما يزيد من الضغط على المواطنين ويعزّز من استمراريّة القمع السياسيّ في البلاد.
إلى جانب ذلك، وصلت رسالة بالإنجليزيّة من ناشطين بحرانيّين عبر البريد لهذه القاعدة العسكريّة الواقعة في منطقة الجفير، تضمّنت رفضًا صريحًا لبقاء الأمريكان في البحرين، حيث جاء فيها: «غير مرحّب بقاعدتكم العسكريّة في البحرين، فهي لطالما تآمرت على تطلّعات شعبنا، ومنعت تحقيق ما يرنو إليه في الحريّة والمشاركة السياسيّة وحقّ تقرير المصير»، مندّدة بالدور الذي تضطلع به القاعدة العسكريّة الأمريكيّة في تأجيج الصراعات في المنطقة، وتقديمها دعمًا لوجستيًّا وعسكريًّا للكيان الصهيونيّ انطلاقًا من أرض البحرين.
كلّ ذلك دفع السفير الأمريكيّ في البحرين «ستيفن بوندي» إلى محاولة التغطية على الغضب الشعبيّ بمناسبة « اليوم الوطنيّ لطرد القاعدة الأمريكيّة من البحرين»، حيث أقدم على نشاط مخادع يظهره بالرجل المسالم والمتعايش مع الشعب البحرانيّ، فشارك بحضور محافظ المحافظة الشماليّة وعدد من المتطوّعين، بحملة توزيع وجبات إفطار صحيّة على الطريق عند تقاطع دوّار القدم على شارع البديّع.