صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
يبارك المجلس السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير لعموم المسلمين في العالم وخاصة شعبنا العزيز في البحرين حلول شهر رمضان المبارك، سائلين المولى «عزّ وجلّ» أن يجعله شهر الخير والصبر والانتصار، ونشدّد على المعاني الإيمانيّة والجهاديّة التي يمثّلها هذا الشّهر الفضيل في إقامة المجتمع القرآنيّ الذي يتحرّر فيه المسلمون من طواغيت الأرض، والعمل من أجل تحقيق العبوديّة الكاملة لله تعالى من خلال التوكّل عليه في الشدّة والرّخاء، والثقة الكاملة بوعده في إقامة دولة العدل الإلهيّ.
ونسجّل في هذا الموقف الأسبوعيّ العناوين الآتية:
1- نشيد باهتمام شعبنا العزيز بالبناء الدّينيّ والروحيّ من خلال ما تقوم به المؤسّسات الدّينيّة في المآتم والمساجد في شهر رمضان، وعلى قاعدة أن يكون لتلاوة كتاب الله تجسيد عمليّ لطاعته تعالى في مواجهة الجور والفساد، خصوصًا على صعيد الحفاظ على الهويّة الإيمانيّة والفكريّة التي تتصدّى لخطط إفراغ المجتمع القرآنيّ المقاوم، ونزع أصالته القائمة على التكافل الاجتماعيّ ودعم عوائل الشهداء والسجناء والجرحى والمغتربين، واحتضان الأحبّة المفرج عنهم، وسدّ أبواب اليأس والإحباط والإفقار التي يعمل عليها الكيان الخليفيّ داخل بيئتنا الشّعبيّة القرآنيّة. ونؤكّد أنّ هذا المسار يجب أن يأخذ اهتمامًا مركزيًّا من الجميع، وألّا يقتصر على المواسم الدّينيّة السّنويّة، تأسيسًا على أنّ المواجهة القائمة في البحرين تقوم على صراع الهويّة والوجود بين الكيان الخليفي الغاصب وأبناء البحرين الأصليّين.
2- نؤكّد المضامين التي جاءت في خطاب رئيس مجلس الشورى في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بمناسبة شهر رمضان، ومن ذلك الرسائل المحليّة والإقليميّة التي تطرّق إليها في ظلّ التحوّلات الكبرى التي تشهدها المنطقة منذ معركة «طوفان الأقصى»، كما نشدّد على ما ثبّته الخطاب بخصوص حقّ شعب البحرين في تقرير مصيره، وعدم الاستسلام لسياسة الأمر الواقع، إضافة إلى تأكيداته ضرورة اغتنام شهر رمضان لترسيخ الروح المقاومة والتصدّي لأيّ استهداف للشعائر الدينيّة، والاستمرار في مقاومة التطبيع مع الكيان الصّهيونيّ وجرائمه في غزّة ولبنان وسوريا والمنطقة.
3- في أجواء الجهاد والانتصارات التي شهدها شهر رمضان في تاريخنا الإسلاميّ المجيد، خصوصًا معركة بدر وهزيمة الكفر والنفاق؛ نؤكّد الاستعداد لإحياء الفعاليّة السّنوية التي خصّصها الائتلاف في أوّل جمعة من شهر رمضان تحت عنوان «اليوم الوطنيّ لطرد القاعدة الأمريكيّة من البحرين»، لكونها قاعدةً للهيمنة والاحتلال في المنطقة، وعنوانًا للمشروع الشّيطانيّ الذي يحيك المؤامرات والحروب والفتن للإجهاز على قيم الأمّة وإضعاف إرادتها وإلحاقها بالثقافة الغربيّة المتوحشة. إنّ هذا اليوم هو مناسبة لتجديد إرادة الشّعب في تطهير البحرين من الوجود الأمريكيّ الشيطانيّ، وإعلان الموقف الشعبيّ الحرّ الذي يتكامل مع شعوب المقاومة في المنطقة ومحورها الذي سيظلّ ثابتًا على هدفه الاستراتيجيّ في إخراج قوّات الاحتلال وتحرير الأوطان من كلّ أشكال الهيمنة والاستغلال.
4- يتحضّر الكيان الغاصب في البحرين لعقد مؤتمر خاصّ بما يُسمّى «تأصيل الهويّة» وذلك في الشّهرين المقبلين، وندعو المعنيين بهذا الخصوص إلى التحضير لعقد الفعاليّات والأنشطة التي تكشف الأدوار الخبيثة والمجرمة التي نفّذها كيان آل خليفة على صعيد استهداف الهويّة الأصيلة للبحرين وشعبها منذ غزو العام 1783م حتى الوقت الراهن، وفضح الخطط والوسائل التي اعتمدتها القبيلة الخليفيّة في التلاعب بتركيبة البلاد السّكانيّة والثقافيّة، والقيام بعمليّات مختلفة من الترهيب والفوضى والتفكيك الداخليّ لتنفيذ خطط المحو والترحيل القسريّ للمواطنين واحتلال ديارهم وثرواتهم. وكذلك البحث في السّبل المناسبة لمواجهة هذا التحدّي الخطر، والإسهام المشترك في وضع خطط استراتيجيّة لتأصيل الهويّة الحقيقيّة لشعب البحرين.
5- نستنكر الموجة الجديدة من حملات القمع والاعتقال التي استهدفت الناشطين والمواطنين على خلفيّة دعم حقوق الشّعب وحريّاته العامّة، ونضع هذه الموجة في إطار الطبيعة الإجراميّة الرّاسخة لهذا الكيان المجرم وعدائه الدّفين للشعب وحقّه في الوجود والسّيادة، كما نستهجن سياسات النفاق التي تتحكّم بعلاقات الدّول في العالم الاستكباريّ اليوم، خصوصًا على صعيد الغطاء والحماية التي توفّرها أنظمة الغرب المتوحّش للأنظمة الديكتاتوريّة في المنطقة في مقابل الأموال والتبعيّة الذليلة لسياسات الهيمنة.
6- نعبّر عن عدم ثقتنا تجاه الاجتماعات التي تديرها الأنظمة الرسميّة لبحث شؤون المنطقة والتهديدات التي تدبّرها الإدارة الأمريكيّة، ونرى أنّ المؤتمرات الشكليّة التي تنظّمها جامعة الدّول العربيّة وغيرها لا تقدّم ولا تؤخّر شيئًا بعد أن أثبتت هذه الأنظمة الهزيلة أنّها دمى فارغة تحرّكها قوى الهيمنة والمصالح الاستعماريّة، وليس لديها أيّ وازع قوميّ أو دينيّ أو وطنيّ للدّفاع عن شعوبها والتصدّي للمخاطر التي تهدّد وجودها وهويّتها، ولقد قدّمت هذه الأنظمة أدلّة على خنوعها وعمالتها في كلّ مراحل الصراع مع الكيان الصهيونيّ، ولا سيّما في معركة «طوفان الأقصى» ومع ما تعرّضت له غزّة ولبنان من إبادة وحرب عدوانيّة غير مسبوقة، فظهرت هذه الأنظمة في مواقف مخزية من التآمر والاستسلام لأهداف العدوان والإبادة، وفي مقدّمتها أنظمة التطبيع في الخليج والمنطقة.
7- نحذّر من مفاعيل خطة توزيع الأدوار التي تقوم بها الإدارة الأمريكيّة، وبالتنسيق مع الكيان الصهيونيّ وأنظمة التطبيع والقمع في الخليج والمنطقة، وندعو شعوبنا إلى الحيطة ممّا يُروّج من مؤتمرات ومشاريع تبدو في الظاهر وكأنّها تسعى لتحقيق الحقوق العربيّة في إقامة دولة حرّة في فلسطين وتحرير المنطقة من الاحتلال الأجنبيّ، ولكنّها تبقى مرسومة وفق الخطة الأمريكيّة- الصهيونيّة التي تتحرّك أوّلًا وأخيرًا بناء على مصالح دول الاستكبار العالمي، ولا تعنيها مصالح الشعوب والدّول الأخرى، بما في ذلك عملاؤها الصّغار وأدواتها المؤقتة في المنطقة، كما أثبت ذلك الإذلال الذي اعتمدته إدارة المجرم ترامب في اللقاء مع رؤساء الدّول التابعة لها، وآخرها مع الرئيس الأوكرانيّ، ونؤكّد أنّ هذا المصير سيكون من نصيب كلّ الطغاة الصغار أمثال الطاغية حمد الذي لن يحميه هروبه منذ زمن من زيارة واشنطن من المصير الأسود الذي انتهى إليه كلّ طاغية سفك دماء الأبرياء وانتهك المحرّمات والمقدّسات.
المجلس السياسيّ – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 3 مارس/ آذار 2025م
البحرين المحتلّة