وفي هذا الإطار، نتوقّف في هذا الموقف الأسبوعيّ عند العناوين الآتية:
1- لقد بادرَ شعبنا العزيز في البحرين، وقبل الموعد الرسميّ للتشييع في لبنان، إلى إطلاق مراسم تشييع الشهيدين الكبيرين في المناطق المختلفة، تعبيرًا منه عن هويّته المتجذّرة في الوفاء للنهج الأصيل في الإيمان والحريّة والتحرير، وهي قيم تجلّت بأعظم الصّور وأصدقها في سيرة الشّهيد الأقدس. وقد عبّر عن هذا الموقف الإيمانيّ والجهاديّ علماء البحرين والقوى السياسيّة المعارضة، ودعوا إلى تنظيم مختلف أشكال التأبين والوفاء للشهيدين الكبيرين، فلبّى شعبنا النداء وخرج أبناؤه في مسيرات العهد في المناطق والبلدات، مجدّدين الولاء والمحبّة للقائد العظيم الذي كان مناصرًا لهم ولقضيّتهم العادلة، كما كان مع المظلومين والمستضعفين في العالم، ولذلك كان من الطبيعي أن تعجّ البحرين بهتافات «إنّا على العهد»، وأن تتلوّن القلوب والمنازل والجدران بآلام الفقد العظيم وبشعارات الوفاء والولاء للمقاومة، كما لم يتردّد شعبنا في تسجيل الحضور المباشر في التشييع الرسميّ، فشدّ أبناء من شعبنا الرّحال وتحمّلوا مشقّة السّفر إلى لبنان إصرارًا على المشاركة الحيّة في تشييع شهيد الأمّة المهيب، وأن ينالوا الشّرف الكبير بإلقاء الوداع الأخير على جثمانه الطّاهر وزيارته في روضته المقدّسة.
2- ندين بأشدّ العبارات قمع قوّات الكيان الخليفيّ للأوفياء المشاركين في مراسم تشييع سيّد شهداء الأمّة بمناطق البحرين، وملاحقة الأجهزة للمشيّعين واعتقال بعضهم، وهذا السلوك القمعيّ تأكيد جديد لانفصال سلطة الاحتلال الخليفيّ عن شعبنا ومحاربتها لهويّته الأصيلة، وإصرار الخليفيّين على العبوديّة للتحالف الصّهيونيّ- الأمريكيّ المعادي للأمّة ورموزها، ولكلّ عنوان يمثّل التزامًا بموقف التحرّر من الاستعمار وقوى الهيمنة. في الوقت نفسه، إنّنا نعدّ القمع الخليفيّ للمشيّعين دلالة على الانزلاق المتواصل لآل خليفة نحو الهاوية وغرقهم في وحل النهاية إن شاء الله تعالى، فكما قال الفقيه القائد «آية الله الشيخ عيسى قاسم (حفظه الله)» في خطاب ذكرى الثورة الرابعة عشرة فإنّ طريق القوّة مفتوح أمام الشعوب، كما هو أمام الحكومات، ولكنّ الشعب المخلص لدينه ورموزه ومبادئ ثورته سيكون هو المنتصر الحقيقيّ في معركة استعادة القوّة؛ لأنّه صاحب الحقّ والأرض والتاريخ، أمّا قمع السلطة وإرهابها فليس لهما أيّ قيمة أو أثر وهما شبيهان باستعراض الصهاينة لطائراتهم الحربيّة فوق رؤوس المشيّعين للشهيدين الكبيرين، الذين ردّوا على الطائرات بقبضات التحدّي والثبات على نهج الشهيد الأقدس ومدرسته في التضحية حتى إسقاط الطغاة والمحتلّين.
– كما أنّ مقاومة المشروع الصهيونيّ- الأمريكيّ دخلت منعطفًا جديدًا بعد العدوان على غزّة ولبنان، وبعد استشهاد سيّد شهدائها (رضوان الله تعالى عليه)؛ فإنّنا نؤكّد أنّ حركة الشعوب في مواجهة هذا المشروع وعملائه ستدخل مرحلة جديدة مليئة بالتحدّي والعنفوان. إنّ الانكشاف الكامل لحقيقة المشروع الصهيونيّ الإجراميّ، وتمادي الاستكبار الصهيونيّ- الأمريكيّ في الاستخفاف بالقيم والشرائع الإلهيّة وقوانين حقوق الإنسان الدوليّة، في مقابل خنوع الأنظمة العميلة أمامه، وابتلاعها الإذلال والاحتقار الفاضح الذي يرميه الأمريكيّون عليها على مرأى العالم؛ كلّ ذلك سيزيد من وعي الأمّة، ويقوي تمسّكها بالنهج الذي جسّده الشهيد الأسمى في مقاومة المحتلّين والجهر بالحقّ في وجه حكّام الجور والأنظمة المتحالفة مع الشّيطان الأمريكيّ، ونحن على ثقةٍ بأنّ شعبنا وبقيّة شعوب المنطقة سيكون لهم الموقف الحاسم في هذه المعركة، وأنّ كرامتهم وعزّتهم ستسجل الكلمة الأخيرة التي ستنير هذه الأمّة وتكتب مجدها الساطع.
4- نستهجن ما يُسمّى بمؤتمر الحوار الإسلاميّ- الإسلاميّ الذي رعاه الأسبوع الماضي الطاغية حمد في البحرين، ورغم ترحيبنا بكلّ العلماء والضيوف المحترمين من بلادنا العربيّة والإسلاميّة، نشكّك في جدوى هذا اللون من المؤتمرات ما دامت تحت رعاية الطّغاة والحكّام المتورّطين في ارتكاب الجرائم بحقّ شعوبهم، خصوصًا الطاغية حمد الذي أوغل في هذه الجرائم، ولم يتوان مع عصابته المجرمة عن الاضطهاد الدينيّ بحقّ شعبنا، وتأجيج الفتن المذهبيّة بين أبنائه بما في ذلك هدم المساجد وحماية التكفيريّين وأصحاب المنابر الطائفيّة، إضافة إلى التطبيع مع الصهاينة أعداء الأمّة، وقد كان أجدى بالطاغية أن يقرّ بهذه الجرائم ويعتذر لشعب البحرين ويمحو هذا العار بإعادة الحقّ إلى أهله ومحاسبة كلّ المتهمين في هذه الجرائم، ابتداء بنفسه وقائد جيشه ووزير الداخلية الإرهابيّ وابنه الجلّاد ناصر، وصولًا إلى بقيّة الضباط والمرتزقة وكلّ المؤيّدين والمدافعين عن هذه الجرائم.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
البحرين المحتلّة