في الذكرى الثامنة لاستشهاد «عبد الله العجوز» البطل الذي اختار درب الحريّة ورفض أغلال العبوديّة، تتجدّد العهود، وتتعالى صيحات العزم في سماء النويدرات، شاب لم يُكمل عقده الثاني حتى روى بدمائه الطاهرة أرض الوطن، فأصبح قصّة الكفاح التي تُروى عبر الأجيال.
لقد اختار الشهيد أن يكون شرارة في ليل الظلم البهيم، أبى إلّا أن يعيش حرًّا كريمًا، فرفع راية العزّة والكرامة، مدافعًا عن ثورة شعبه بكلّ ما أوتي من قوّة وإباء.
«عبد الله حسين العجوز»، البالغ من العمر21 عامًا، ارتقى وهو يقاوم في20 فبراير/ شباط 2017، على يد العدوّ الخليفيّ المجرم الذي لم يتورّع عن تنفيذ عمليّة تصفيته ميدانيًّا.
اعتًقل العجوز عام 2013 ، وتحمّل ويلات التعذيب الوحشيّ على أيدي الجلّاد المجرمين، وعلى الرغم من أنّه حُكِم عليه بالمؤبّد على خلفيّة تهم باطلة، لم يستكن ولم يهن، بل نجح في الفرار من السجن ليكمل مسيرته الثوريّة، مطاردًا حتى لقي ربّه شهيدًا.
النظام الخليفيّ المجرم صاحب سجلّ أسود، ملطّخة يداه بدماء خيرة شباب هذا الوطن، الذين ضحّوا بأرواحهم من أجل الحريّة وتقرير المصير، فقد لجأ إلى أبشع أساليب القمع، من إعدامات سياسيّة وتصفيات جسديّة، في محاولة يائسة لكبح جماح أصوات الحقّ والعدالة، لكنّه فشل أمام صمود شعب لم يرضَ يومًا بالذلّ والاستسلام.
اليوم، الشهيد «عبد الله العجوز» ليس مجرّد ذكرى بل هو شعلة متقدة في قلوب أبناء الشعب، تحوّلت دماؤه إلى مداد يكتب حكاية الثورة المباركة؛ هو ورفاقه البررة مِن مِشاعل النور التي تهتدي بها الأجيال القادمة نحو مستقبل مُشرق يسوده العدل والسلام والحريّة.
لن ننساه، فكلّ شبر من أرض هذا الوطن يحمل روحه الثوريّة، وكلّ قطرة من دمه تروي شجرة الحريّة التي لا بدّ أن تثمر يومًا حقًّا وعدلًا. دماؤه لن تذهب هدرًا، وكفاحه لن يتوقف حتى تتحقق آماله في وطن يسع الجميع، وطن لا تُضام فيه كرامات ولا تُهدر فيه حقوق.
في هذه الذكرى الثامنة، نجدّد العهد ونقول: إلى روحك الطاهرة السلام، وعلى دربك نمضي بلا كلل ولا ملل، حتى يعمّ الحق والعدل أرجاء المعمورة. الخلود والعزّة لشهدائنا الأبرار وللشهيد «عبد الله العجوز».