بسم الله الرحمن الرحيم
يتقدّم المجلس السّياسي في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بجزيل الشّكر والعرفان إلى شعبنا العزيز في البحرين الذي أثبت وفاءه للشّهداء والتضحيات وأسهمَ بقوّة في إحياء الذّكرى الرابعة عشرة لانطلاق ثورته المباركة، فنزلَ إلى السّاحات ورفعَ الهتافات وشعارات الثورة والكرامة، رغم كلّ الضّغوط والتحدّيات التي راهنَ عليها الكيان الخليفيّ لإيقاعِ الضّعف واليأس في صفوف جماهيرنا الوفيّة، ولكنّ شعبنا برهنَ مجدّدًا حقيقة أنّ حركة التغيير في التاريخ يمكن أن تتعثّر بعض الوقت أو تتراجع قليلًا لكنّها لا تموت أبدًا، ولا يمكن القضاء عليها نهائيًّا، خصوصًا مع شعبٍ أصيل غيور يؤمن بالله تعالى ويثقُ بوعده الصادق للمجاهدين، وله تاريخ طويل من النضال والجهاد، فكلّ التحيّة والتّبجيل لهذا الشعب الأبيّ وللقادة الرهائن ولكلّ السجناء الأحرار، وعهدنا لهم كما سجّلنا في خطابات الذكرى بأن نبقى معهم لا مع عدوّهم، صابرين عاملين محتسبين و«الصابرين في البأساء والضرّاء، وحين البأس أولئك الذين صدقوا وهم المتقون».
وفي هذا السياق، نسجّل في الموقف الأسبوعي العناوين الآتية:1- نؤكّد كلّ مضامين خطاب الفقيه القائد سماحة الشيخ عيسى قاسم (دامت بركاته) بمناسبة ذكرى ثورة البحرين الرابعة عشرة، ويحق لكلّ شعبنا وقواه الحيّة أن تفخر بسماحته قائدًا ربّانيًّا شجاعًا حكيمًا عارفًا بأمور زمانه وأحواله، ومجاهدًا من أجل الحقّ ونصرة أهله، لا يبدّل ولا يساوم مهما طغى المجرمون وزادوا في العتو والإفساد. ونتوقف عند تأكيد سماحته أنّ المقتضي الموضوعيّ لقيام ثورة 2011 لا يزال قائمًا، بل هو اليوم أشدّ وأوضح مع ازدياد الظلم والطغيان، وارتكاب الكيان الخليفيّ جرائم جديدة وارتمائه في أحضان الصهاينة المجرمين، وانخراطه في تحالفات شيطانيّة معادية لقيم الأمّة ودينها، وفي ظلّ ذلك فإنّ أيّ تراجع واستلام هو قبول بالذلّ والهوان، وهو خيار مستحيل لشعبٍ ينبض الإسلام في عروقه، وقدّم كوكبة من الشهداء والقادة الأخيار في سبيل حرّيته وكرامته والتحرّر من الأشرار.
2- نشيد بالحراك الشعبيّ والحضور الثوريّ في إحياء ذكرى الثورة هذا العام، وإصرار قوى المعارضة وجمهورها على تسجيل الموقف في كلّ مناطق البحرين وبلداتها، فكانت المسيرات والاعتصامات والتحرّكات الثوريّة عنوانًا على رسوخ ثورة 14 فبراير وقوّتها المستمدّة من أصالتها ومشروعيّة مطالبها. ونتوجّه خاصةً بالإشادة إلى الجيل الجديد من شعبنا العظيم، وهو الجيل الذي نجح في التغلب على القمع والحصار، ليكون امتدادًا واعيًا لثورة 14 فبراير، ومتحمّلًا اختبار تغييب القادة واعتقال الشباب الحركيّ وشدّة الإرهاب والتهجير، ومحافظًا على المسيرة والالتزام بالأمانة والتكليف الشرعيّ، فلم يبخل في تقديم ما يمكن من أجل الدّفاع عن الرّاية وحقّ الشعب في المقاومة وردع العدوان.3- نؤكّد أنّ إحياء ذكرى الثورة ليس محصورًا في يوم محدود أو مساحة معيّنة، فتمجيد هذا اليوم هو تجديد للحيويّة والعزيمة للاستمرار على هذا الطريق في كلّ الأيّام والشهور والدهور. إنّ الشعار الموحّد لذكرى الثورة «واثقون بالله» يؤكّد رسالة شعار «إيمان وعزيمة» الذي خصّصه الائتلاف للعام الجديد، وهي التمسُّك بركنَي العقيدة الإيمانيّة والثبات العمليّ في هذا الصراع القائم بين الحقّ والباطل، وفيما يتعلّق بشعبنا فإنّه لا التباس أو تردّد في تحديد الجبهة والخيار، فعلى المستوى الداخليّ هو يصرّ على حقّه في بناء دولة كريمة عادلة، عبر كتابة دستور جديد يلبّي تطلّعات كلّ مكوّناته، وعلى المستوى الخارجيّ هو مع حقّ مقاومة قوى الاحتلال والهيمنة والإبادة التي يتزعّمها الأمريكيّون والصّهاينة، مع تأكيد منهاج الشعب في التوازي والانسجام بين هذين المستويين، وأنّ أيّ تفاوت أو تخلٍّ عن أحدهما أو كلاهما هو انحياز للمشروع الأمريكيّ- الصهيونيّ، وعقيدتنا الراسخة هي أنّ هذا المشروع المجرم هو سبب الاستبداد والفساد والاحتلال في بلادنا ومنطقتنا، وستظلّ عداوتنا ومقاومتنا ضدّه مستمرّة بلا تقصير أو تهاون.
4- التزامًا بقيم شعبنا ودينه وخياراته الإيمانيّة والجهاديّة، فإنّنا ندعو أهلنا في البحرين إلى المشاركة الواسعة في اليوم الاستثنائيّ المخصّص لمراسم تشييع سيّد شهداء الأمّة السيّد حسن نصر الله وصفيّه الهاشمي السيّد هاشم صفي الدين (رضوان الله تعالى عليهما)، وذلك في 23 فبراير/ شباط الجاري تحت شعار «إنّا على العهد»، ونحثّ كلّ أبناء الشعب وفي كلّ البلدات والمناطق للحضور على امتداد الوطن والتعبير بمختلف أشكال الوفاء للشهيدين الكبيرين، وتنظيم مواكب تشييع رمزيّ لهما وتعليق صورهما في أرجاء البلاد وعلى كلّ الأعمدة والجدران، وإقامة مجالس العزاء والمواساة على روحيهما الطاهرتين، مع الحرص كذلك على المشاركة في إحياء ذكرى شهداء قادة المقاومة، وتجديد العهد والوفاء لخطّ المقاومة ومسيرة القادة الشهداء والمجاهدين الذين بذلوا الدماء الزكيّة في سبيل تحرير الأرض ومواجهة المحتلّ الصهيو- الأمريكيّ، وأعطوا الشعوب الدروس والآمال لتحرير الأوطان والمقدّسات وهزيمة الطواغيت والمستكبرين.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 17 فبراير/ شباط 2025م