لم يمنع الاستنفار الواسع لمرتزقة النظام الخليفيّ في مناطق البحرين، يوم ذكرى الثورة الجمعة 14 فبراير/ شباط 2025، الشعبَ من المشاركة بفعاليّات هذا اليوم من نزولات ثوريّة وتظاهرات غاضبة، وخط الجدران والطرقات، تأكيدًا لثباتهم على أهداف الثورة.
فتحت شعار «واثقون بالله»، نفّذ الشبّان في العديد من البلدات والمناطق نزولات ثوريّة وقطعوا الشوارع، حيث اشتعلت نيران الغضب في عاصمة الثورة، المقشع، سماهيج، العكر، السنابس، أبوصيبع، مقابة، جنوسان، الهملة، البلاد القديم، سلماباد، الديه، المرخ، الدراز، أبو قوّة، المعامير.
وفي بعض هذه البلدات نجح الثوّار في تنفيذ أكثر من جولة، بتحدٍّ شجاع لعصابات المرتزقة التي لم تقدر أن توقف هذا الحراك، ولا أن تمنع الشعب من أن يهتف بشعارات «يسقط حمد»، كما عجزت عن الإحالة دون وصول هؤلاء الأبطال إلى شوارع حيويّة من البحرين.
أمّا التظاهرات، التي رفعت فيها صور الشهداء ولا سيّما الشهيدين «علي مشيمع وفاضل المتروك» فقد جالت العاصمة المنامة، وسترة، وباربار، والمرخ، والمصلّى، والسنابس، وأبو صيبع، وكرّانة، وكرزكان، والدراز، وكرباباد، وبعضها أيضًا نظّمت فيه أكثر من تظاهرة خلال اليوم.
عصابات المرتزقة، من جهتها، استنفرت في الشوارع واقتحمت العديد من البلدات في محاولة يائسة لمنع الحراك الثوريّ، كما اقتحمت عدّة منازل، واعتقلت العديد من الشبّان بينهم طفل في الثانية عشرة من عمره.
إلى هذا أكّد الفقيه القائد «آية الله الشّيخ عيسى أحمد قاسم»، في خطاب ذكرى ثورة 14 فبراير أنّ مقتضى هذه الثورة لا يزال قائمًا حتى اليوم، منذ الحراك الشعبيّ الذي انطلق في 14 فبراير/ شباط 2011، لافتًا إلى أنّ الحراك لم يكن عن منطلقٍ عاطفيٍ، وإنّما لمقتضى موضوعيّ وفي سبيل تحقيق المطالب المشروعة، فالتّقادم لا يُسقط الحقوق ولا ينبغي نسيانها، والدوافع لذلك الحراك زادت، والمشاكل التي دفعت الناس للمطالبة بالحقّ ارتفع مستواها وزاد الظّلم طغيانًا، وزاد الوضع ظلمةً وتعدّى السّلب إلى أكثر ممّا كان عليه، وكرامة الإنسان ضُيّعت بأكثر ممّا ضيّعت من قبل، ومشاكل جديدة انضمّت إلى المشاكل القديمة، وكادت المشاكل القديمة أن تصغرَ أمام المشاكل الجديدة.
قوى المُعارضة الوطنيّة في البحرين، عبّرت بدورها عن الفخر والاعتزاز بالشّعب البحرانيّ الذي لم تغلبه التحدّيات التي شهدتها البلاد ودول المنطقة، وأبى التّنازل أو التّراجع، ولم تفلح كلُّ أشكال القهر والقمع في إجباره على توقيع صكّ الاستسلام والعبوديّة.
وشدّدت في بيانها المشترك على أنّ حصيلة هذه السّنوات المزيد من الصّمود والتّحدّي والاستمرار في الحراك الشّعبيّ من أجل نيل الحريّة والدّفاع عن هويّة الشّعب ومقدّساته وإنهاء الاستبداد والتّبعية للخارج.
وشدّدت في بيانها المشترك على أنّ حصيلة هذه السّنوات المزيد من الصّمود والتّحدّي والاستمرار في الحراك الشّعبيّ من أجل نيل الحريّة والدّفاع عن هويّة الشّعب ومقدّساته وإنهاء الاستبداد والتّبعية للخارج.
ووجّه مدير المكتب السياسيّ لائتلاف شباب ثورة 14 فبراير في بيروت الدكتور «إبراهيم العرادي» التحيّة لشعب البحرين في الذكرى الرابعة عشرة للثورة، مؤكّدًا أنّه يستمدُّ من هذا اليوم القوّةَ والإرادةَ والعنفوانَ.