صدر عن قوى المعارضة الوطنيّة في البحرين، بيان مشترك في الذكرى الرابعة عشرة للثورة، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
تسجّل قوى المعارضة الوطنيّة في البحرين، بمناسبة الذكرى المجيدة لثورة 14 فبراير كلّ الفخر والاعتزاز بهذا الشّعب العظيم الذي لم تغلبه التحدّيات والويلات التي شهدتها بلادنا ودول المنطقة، وأبى التنازل أو التراجع، ولم تفلح كلُّ أشكال القهر والقمع في إجباره على التوقيع على صكّ الاستسلام والعبوديّة، وكانت حصيلة هذه السّنوات المزيدَ من الصّمود والتّحدّي والاستمرار في الحراك الشّعبيّ من أجل نيل الحريّة والدّفاع عن هويّة الشّعب ومقدّساته وإنهاء الاستبداد والتّبعية للخارج.
وأمام هذه الذكرى المجيدة نؤكّد في قوى المعارضة الوطنيّة النقاط الآتية:
1- إنّ الأسباب التي راكمت الأزمات في بلادنا على مدى العقود الماضية، وأدّت في نهاية المطاف إلى انطلاق ثورة 14 فبراير 2011 لم تنتهِ أو تتبدّل، بل زادت حدّتها أكثر؛ نتيجة تعنّت السّلطة وانتهاكاتها، كما أُضيفت تعقيداتٌ إقليميّة ودوليّة ضاعفتها، بينما كان يفترض أن تحتّم على السّلطة الكفّ عن استبدادها وتفريطها في سيادةِ الشّعب والوطن.
2- نعبّر عن خالص الإكبار والامتنان لشعبنا على صبره وصموده خلال السّنوات الماضية، حيث استطاع أن يرسمَ معادلة الحقّ والثّبات أمام وحشيّة السّلطة، ومفادها أنّ قوّته تنبعُ من إيمانه بقِيَمِهِ وأهدافِهِ النبيلة، وهو من الرّسوخ والأصالة ممّا لا يمكن للقمع والاعتقال والتهجير والحرمان الممنهج أن يُخضعه ويكسر إرادته، وهذا الصّمود الذي تجلّى في 2011 قائم اليوم، وبحيويّةٍ أكثر، وهو ما يؤكّد أنّه سيكون الرّهان الناجح لتحقيق الانتصار بإذن الله تعالى.
3- تدرك قوى المعارضة حجمَ التحدّيات التي تحيط بالوطنِ والمنطقة، ولكنّها مصرّة على خلق أوسع مجالٍ تشاوريّ مع المجتمع السّياسيّ المحلّيّ من أجل تعزيز الحراك الدّستوريّ والمطالب الشّعبيّة المشروعة، وعلى الرغم ممّا تتعرّض له من استهدافٍ وحصار وملاحقةٍ في الدّاخل والخارج تبقى وفيّةً مع شعبها الوفيّ، وتُجدّد له ومعه العهدَ على مواصلةِ الدّرب على طريق 14 فبراير حتى تحقيق تطلّعات كلّ أبنائه، وبمختلف فئاته ومكوّناته الأصيلة.
4- لن تفرّط قوى المعارضة بالوحدة الوطنيّة، وهي تنبذ كلّ وجوه الفتن داخل نسيجنا الاجتماعيّ، وتؤكّد أنّ تاريخ النضال الوطنيّ كان دعامةً أساسيّة في تقوية اللّحمة بين أبناء الوطن الواحد، وأنّ ما تسلّل إلى بلادنا من فتنٍ اجتماعيّة وتطرّف مذهبيّ وتعدّ على المعتقدات إنّما كان بسبب سياسات السّلطة في التجنيس والتّمييز، وحماية التكفيريّين وترقيتهم في أجهزةِ الأمن، والسعي إلى شقّ الصّف الوطنيّ وافتعال الخلافات بين القوى.
5- نعبّر عن ثقتنا بالرّموز والقيادات وكلّ المعتقلين الصّابرين داخل السّجون، ونحمّل السلطة المسؤوليّة الكاملة عن كلّ المخاطر التي تحدق بصحّتهم وحياتهم، ونهيب بشعبنا أن يجدّد الوقوف معهم ومع الشهداء، وإعلاء صورهم في مراسيم إحياء ذكرى 14 فبراير، ونؤكّد على الالتزام بالتوجيهات الحكيمة لقيادة آية الله الشّيخ عيسى قاسم (حفظه الله تعالى)، وندعو الله تعالى أن يُديم عليه بالصّحةِ والعافية.
6- ختامًا، كلّ الوفاء والتعظيم للشّهداء الأبرار، والمجد والعزّة للسّجناء الأحرار، ولشعبنا رجالًا ونساء، كبارًا وصغارًا، عهدنا على أن نبقى أمناء على التضحيات وأهداف النضال الوطنيّ الذي ورثَتْهُ ثورةُ 14 فبراير، كما نتوجّه بالشكر والتقدير لكلّ الأصوات والقوى والجهات التي تضامنت مع ثورة شعبنا ودعمت حقّه في الحريّة والتغيير.
قوى المعارضة في البحرين:
– جمعيّة الوفاق الوطني الإسلاميّة
– جمعيّة العمل الإسلاميّ (أمل)
– حركة أحرار البحرين الإسلاميّة
– تيّار الوفاء الإسلاميّ
– ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
– حركة الحريّات والديمقراطيّة (حق)
الجمعة 14 فبراير/ شباط 2025م