تسعى المقاومة الفلسطينيّة إلى تأكيد أنّها لم تستنفد خياراتها، وأنّها لا تزال تمتلك القدرة على فرض معادلات جديدة، سواء من خلال التفاوض غير المباشر أو من خلال استمرار العمليّات العسكريّة إذا لزم الأمر.
ففي مشهد لافت، علّقت كتائب القسام لافتة تحمل عبارة “نحن الطوفان.. نحن اليوم التالي” بثلاث لغات: العربيّة والعبريّة والإنجليزيّة، على منصة تسليم الأسرى في دير البلح، وهذه العبارة المختصرة تحمل معاني استراتيجيّة، إذ يشير مصطلح “الطوفان” إلى عمليّة “طوفان الأقصى” التي أطلقتها المقاومة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023، والتي مثلت تحوّلًا كبيرًا في طبيعة المواجهة مع الاحتلال، مؤكّدة أنّ هذه العملية ليست مجرّد حدث عابر، بل جزء من مشروع طويل الأمد يهدف إلى إعادة صياغة الواقع السياسيّ والعسكريّ.
وتعليق هذه اللافتة خلال تسليم الأسرى الصهاينة يحمل دلالة خاصة، إذ يربط بين الإنجاز العسكريّ لعمليّة “طوفان الأقصى” وما تحقق من مكاسب سياسيّة، في تأكيد أنّ ما بدأ في أكتوبر لم يكن عبثيًا، بل يهدف إلى تحقيق نتائج ملموسة، أبرزها إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، وإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزّة، ولجم الاعتداءات الصهيونيّة المستمرّة.