يتقدّم المجلسُ السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بالتهنئة للمقاومة الفلسطينيّة الباسلة ولشعبها في غزّة الإباء، الانتصار على العدوان الصّهيونيّ بعد استسلام الصّهاينة لوقف العدوان والرّضوخ لشروط التفاوض مع المقاومة؛ لتصنع مع شعبها الانتصار التاريخيّ على حرب الإبادة الصهيونيّة- الأمريكيّة المتواصلة منذ أكثر من 470 يومًا، ومارسَ فيها المجرمون الصّهاينة والأمريكيّون أبشعَ أشكال القتل الجماعيّ والتهجير والتجويع والإرهاب والحصار.
1- إنّ الدّرس الأوّل من انتصار المقاومةِ في غزّة هو درسُ ثباتِ الشّعب ودوره الحاسم في تحقيق أهداف الحريّة والتّحرير مهما تكن التحدّيات. إنّ كلّ الخطط المعادية لا يمكن فرْضها بالقوّة على الشّعب المضحّي إذا قرّر مواجهتها بكلّ الوسائل الممكنة. فمهما طالَ الزّمن وزادَ الألم فإنّ الشّعب الذي يقرّر الصّمود والتضحية ستكون له الغلبة والانتصار، ويصبح قراره هو الميزان الأقوى الذي يهزم كلّ قوى الأرض الغاصبة. لقد سجّل شعبُ غزّة العنوانَ السّاطع لهذه الحقيقة، وأعطى العالم أملًا بأنّ زمن الشّعوب هو إرادةٌ وقرارٌ وليس مجرّد أحلام وشعارات رنّانة، ونهايته لا يمكن إلّا أن تكون الانتصار واندحار الأعداء.
2- لا يمكن لصمود الشّعوب في مواجهة الاحتلال والعدوان أن يحقّق المعادلة الكاملة ما لم يكن متناسبًا ومتوازيًا مع طبيعة العدوان وقوّته الإجراميّة، ولذلك فإنّ شعب فلسطين كان واضحًا في التزامه بخيار المقاومة باعتبارها الأسلوب والنّهج الذي يعبّر عن المنطق السّليم والقادر على تحرير القدس والمقدّسات. إنّ رسوخ هذا المنطق هو الدّرس الثاني الذي لم يعد مجديًا الالتفاف عليه والتهوين منه، وخصوصًا بعد انتصار مقاومة غزّة على الإبادة، وتحقيقها المعادلة الرّاجحة في ميزان الصّراع المفتوح مع العدو الصّهيونيّ.
3- لقد قدّم انتصارُ غزة إثباتًا آخر على رسوخ استراتيجيّةِ وحدة السّاحات التي جسّدتها قوى محور المقاومة منذ بداية العدوان على غزّة، فلولا ساحات الإسناد الصّادقة والثابتة لما كان لغزّة أن تجتاز أخطر مشاريع الإبادة والتهجير التي تعرّض لها شعبنا الفلسطينيّ، خصوصًا أنّ الإسناد كان مفتوحًا على كلّ الجبهات والخيارات، وعلى امتداد لبنان والعراق وسوريا ووصولًا إلى إيران واليمن، لتؤكّد بذلك كلّ جبهات الإسناد جدّيتها وقوّتها في مواجهةِ حرب الإبادة على غزّة. لقد كان اشتعال هذه الجبهات وأثرها الكبير في خطوط الصّراع نموذجًا حيًّا على فاعليّةِ الأمّة المقاومة وقدرتها على إسقاط المشروع الصّهيوني في حال توحّدت على طريق القدس.
5- كان صوتُ شعبنا في البحرين هو الأقوى في ميدان الإسناد الشّعبيّ في الخليج والمنطقة، حيث سجّل أروعَ صور الدّعم الشّعبيّ لغزّة والتضامن مع جبهات المقاومة، وتصدّى بقوّةٍ لتآمر المطبّعين وتعتيم المرجفين. وإذ نعبّر عن فخرنا به فإنّنا نشدّد على أنّ التعمية على دور شعبنا من جانب الإعلام المنافق المرتبط بالأحلاف المشبوهة؛ لن يضرّه في شيء، لأنّ هذا الشّعب لا ينتظر مديحًا من العالم، وحساباته هي الحقّ والعدل، ولذلك تحمّل في سبيل ذلك الاعتقال والقمع والحصار، وكان سنده الأوّل الإيمان والوعي والقدرة على تمييز الأعداء الحقيقيّين والحلفاء الأوفياء.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 20 يناير/ كانون الثاني 2025م