إنّنا على اطمئنانٍ بالمستقبل الواعد، وأملنا لا حدود له في تحقيق الحلم الكبير في السيادة والاستقلال، وإنهاء حكم الاستبداد والفساد.
وأمام هذه المناسبة نسجّل في هذا الموقف الأسبوعيّ العناوين الآتية:
1- شكّل كشفُ ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير شخصيّة العام الثوريّ المنصرم (2024): «المناضل الحاجّ محمد الرمل»، خلاصة حكاية عذابات السجون الخليفيّة في عهد الطاغية حمد، الذي أراد أن تكون سجونه المظلمة مقبرةً للأحياء، وسحقًا لكرامة الشّعب، وإعدامًا لتطلّعات شباب البحرين ورموزها في الحريّة والعدالة، ولكنّ الحاج الرمل وأقرانه من السجناء السياسيّين قلبوا السحر على الساحر، وجعلوا من تحدّي السجن فرصةً لإظهار آيات الإيمان والعزيمة التي لا تنحني أمام الجلّاد، ولا تقبل بالعبوديّة والإذلال، فكان أحرارنا السجناء ورموزنا الرّهائن شعلةَ الشعب وتيجانه اللامعة، وهم الوقود الذي يمنح الإصرار الأسطوريّ والثّبات على قيم الشعب وهويّته في العزّة والمقاومة.
2- تدخل ثورةُ البحرين الشهر المقبل سنتها الرابعة عشرة، وهي لا تزال تحافظ على مطالبها وأهدافها في إقامة نظام دستوريّ عادل، ورغم ما تعرّضت له الثورة من قمع واحتلال وقتل، ومن تشويه لوطنيّةِ مطالبها وتآمرٍ وخذلان لشعبها وتضحياته؛ استحقّت بجدارة أن تكون الأكثر أخلاقيّة والأكثر مظلوميّة في الوقت نفسه، وقد كان علامة ذلك صمود شعبها وقياداته ورموزه، إيمانًا منهم بأحقيّة المطالب، ويقينهم بانتصار الشعب على نظام الظلم والجبروت مهما طال الزمن وزادت المعاناة.
3- إنّنا نؤكّد أنّ ثمّة أصدقاء صادقين كانت لهم أياديهم البيضاء في الانتصار لشعب البحرين ومساندته في دفع المظلوميّة عنه والدفاع عن حقوقه، ولا يتردّد شعبنا وقواه الحيّة في إعلان الشّكر لكلّ هؤلاء الذين لم يُحجموا عن الانحياز للحقّ والمظلومين، رغم ما لحِق بهم من أضرار وخسارات دنيويّة ومعنويّة، كما نؤكّد أنّ كلّ أشكال الدعم والإسناد لثورتنا لم تغيّر من الاتجاه الأصيل والحقيقيّ لأهدافها ومنهاجها الاستقلاليّ، فهي ثورة شعبيّة لها أهدافها الوطنيّة الخالصة، ولا تخضع للرّهان ولا الارتهان، وسرّ قوّتها ينبعُ من داخلها لا من الخارج، ومهما تغيرّت الوقائع والموازين المحيطة فإنّها تبقى قائمة ومستمرّة حتى تنتصر بإذن الله تعالى.
4- ندرك تمامًا أنّ ثمّة أخطارًا وتحدّيات كثيرة تواجهها ثورة البحرين في هذه المرحلة المعقّدة، ولكن نشير إلى أن تجاربَ ومنعطفات خطرة مرّت بها على مدى 14 عامًا مضت، ونجحَ شعبنا العزيز في اجتيازها والتغلّب على أصعب الاختبارات التي واجهها، والخروج منها بقدرةٍ أكبر على التحدّي والصمود، رغم الشدائد والتضحيات الكبيرة. ونحن واثقون بأنّ شعبنا ورموزه وقواه المخلصة سيكونون على مستوى التحدّيات الجارية، كما لن تتردّد قوى المعارضة في التقاط هذه الإرادة والتأسيس عليها من خلال البحث في أفضل السّبل والخيارات لإدارة الوضع الرّاهن بروح وطنيّة وبعقل موضوعي يتعالى على الصغائر والحسابات الضيّقة.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة فبراير
البحرين المحتلّة