في الذكرى السنويّة الأولى لرحيل «سماحة المجاهد السيّد حسين علوي الغريفي»، يتجدّد الأمل والإصرار في قلوب شعبٍ انتفض ضدّ الظلم والاستبداد. فبرحيله، لم يُغادر سماحته الدنيا فحسب بل ترك إرثاً يُضيء طريق الحريّة، مُجسّدًا الصبر والتضحية في أسمى معانيهما.
في 7 يناير/ كانون الثاني 2024م، ارتحل السيّد حسين الغريفي بعد رحلة معاناة طويلة جرّاء التعذيب الوحشيّ الذي تعرّض له على أيدي قوّات درع الجزيرة السعوديّة ومرتزقة آل خليفة، خلال الهجوم الدمويّ على «دوّار اللؤلؤة» في ذروة الثورة السلميّة التي طالبت بالحقّ في الحريّة والكرامة الإنسانيّة.
تُذكّر معاناة السيّد الغريفي بالظلم الصارخ والانتهاك الفاضح لحقوق الإنسان، وهي التي حاول النظام المستبدّ إخفاءها، لكنّها ستظلّ شعلة تنير درب النضال.
يكشف الاعتقال غير القانونيّ، والإخفاء القسريّ والتعذيب الذي تعرّض له سماحته وأدّى إلى شلله، عمق العداء الذي يكنّه نظام آل سعود والكيان الخليفيّ لكلّ صوت ينادي بالعدل والحريّة. الشهيد الغريفي، بمعاناته وشجاعته وصموده، بات رمزًا للنضال والتضحية، مُلهِمًا جيلًا بأكمله بأنّ الثمن الذي يُدفع من أجل الحقّ والحريّة لا يذهب سُدى.
يحمل رحيل السيّد الغريفي في طيّاته رسائل عدّة، أبرزها أنّ القمع والتعذيب لا يمكنهما قتل الفكرة ولا إسكات الأصوات الحرّة. كما يُذكّر بأنّ أيّ نظام يستخدم العنف والترهيب لحماية عرشه هو نظام ضعيف، يخشى من الكلمة والفكرة أكثر من أيّ سلاح.
في الذكرى الأولى لارتحال سماحته، نجدّد العهد بأنّ طريق الحريّة التي سلكها وناضل من أجلها ستظلّ الدرب الذي نسير عليه. لن ننسى ظلامته وتضحياته، وسنستلهم من كفاحه العزيمة لمواصلة المسيرة نحو الحريّة والكرامة.
إنّ دماء «سماحة المجاهد السيّد حسين علوي الغريفي» ودماء كلّ الشهداء الذين سقطوا من أجل الحقّ والحريّة لن تذهب هدرًا. وطوفان العدالة الذي سيجتاح الظلم والاستبداد بات قريبًا بفضل تضحياتهم. ستظلّ قصة السيد الغريفي ورفاقه شاهدة على عزّة الإنسان وإرادته في رفع الظلم ونيل الحريّة.