نصّ كلمة ائتلاف 14 فبراير في الاعتصام الذي أقيم ضمن فعاليّة «قادمون يا سترة- 10»، يوم الأربعاء 1 يناير/ كانون الثاني 2025، استقبالًا للعام الثوريّ الجديد:
بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، والْحَمْدُ للهِ قاِصمِ الجَّبارينَ، مُبيرِ الظّالِمينَ، مُدْرِكِ الْهارِبينَ، نَكالِ الظّالِمينَ صَريخِ الْمُسْتَصْرِخينَ، مَوْضِعِ حاجاتِ الطّالِبينَ، مُعْتَمَدِ الْمُؤْمِنينَ.
يا شعبَ البحرينِ الأبيَّ، أيّها الثوّارُ الأحرارُ، يا من تُسطّرونَ أروعَ الملاحمِ في تاريخِ النضالِ والحريّةِ، يا من لم تُساوموا على الحقِّ، ولم تنكسروا أمام الطغاةِ، ها نحن نقتربُ من الاحتفاءِ معًا بمرورِ أربعةَ عشرَ عامًا على انطلاقِ ثورةِ 14 فبراير المجيدةِ، ثورةِ العزيمةِ والإرادةِ، ثورةِ الكرامةِ التي لا تزالُ تنبضُ في قلوبِنَا حتى هذه اللحظةِ.
لقد مضى عامٌ آخرُ من الصمودِ والمقاومةِ، عامٌ آخرُ منَ التضحيةِ والعطاءِ، عامٌ آخرُ من الأملِ المستمرِّ بأنّ البحرينَ ستغدو حرّةً أبيّةً، وأنّنا في سبيلِ انتزاعِ حُقُوقِنَا لن نتوقّفَ، ولن نتراجعَ. هذا العامُ، نحنُ على موعدٍ مع مرحلةٍ جديدةٍ من العزمِ والإصرارِ، فالمستقبلُ لنا، والحريّةُ حقُّنَا، والعدالةُ غايتُنَا، وحقُ تقريرِ المصيرِ مطلبُنَا.
أيُّها الأحرارُ، نعلنُ لكمُ اليومَ شعارَ العامِ الثوريِّ الجديدِ (2025)، شعارًا يحملُ في طيّاتِهِ كلَّ معاني التحدِّي والتصميمِ وهو: «إيمانٌ وعزيمةٌ»؛ إيمانٌ راسخٌ يحدُوهُ الأملُ الذي لا ينطفئُ مهما حاولوا إخمادَهُ، وعزيمةٌ لا تضعفُ ولا تتزعزعُ مهما بلغتِ التحدّياتُ.
«الإيمانُ» هو الشعلةُ التي تضيءُ طريقَنَا، هو اليقينُ بغدٍ أفضلَ، الإيمانُ بوطنٍ لا تحكمُهُ الطغمةُ الفاسدةُ، «الإيمانُ» بأنّ هذا الشعبَ قادرٌ على أن يقرّرَ مصيرَهُ بيدِهِ. «الإيمانُ» بأنَّ ليلَ الظلمِ وإنْ طالَ فإنَّ شمسَ التحرّرِ ستشرقُ حتمًا، «الإيمانُ» بأنْ نرى البحرينَ حرّةً، ذاتَ سيادةٍ، ويكتبُ أبناؤُهَا دستورَهَا الجديدَ، دستورًا يتّسقُ مع هويّةِ شعبِنَا ويحقّقُ تطلّعاتِهِ المشروعةَ.
أمّا «العزيمةُ»، فهي القوّةُ التي تدفعُنَا إلى الأمامِ، العزيمةُ التي لا تنكسرُ أمامَ القمعِ والتنكيلِ، «العزيمةُ» التي تدفعُنَا للاستمرارِ في طريقِ الثورةِ حتى تحقّقَ أهدافَهَا. «العزيمةُ» على متابعةِ النضالِ، «العزيمةُ» على مقاومةِ الظُلمِ، «العزيمةُ» على بناءِ وطنٍ يحترمُ الإنسانَ.
يا أبناءَ شعبِنَا الأبيِّ، إنّ النظامَ الخليفيَّ الذي استمرَّ في سياسةِ القمعِ والتنكيلِ، قد وصلَ إلى مرحلةٍ جديدةٍ من التسافُلِ والانحطاطِ؛ منَ الانفتاحِ الواسعِ على قوى الشرِّ والاستكبارِ، ومواصلةِ تطبيعِ العلاقاتِ معَ العدوِّ الصهيونيِّ رغمَ كلِّ ما يعانيه الشعبُ الفلسطينيُّ، وما يتعرّضُ له إخوتُنَا في غزّةَ منذ أكثرِ من عامٍ مع انطلاقِ طوفانِ الأقصى المباركِ، ليُثْبتَ عمالتَهُ وخيانتَهُ لقضايا الأمّةِ العادلةِ، متجاهلًا الموقفَ الشعبيَّ الواضحَ برفضِ هذا التطبيعِ بكلِّ أشكالِهِ؛ لذا فإنّنا في ثورةِ 14 فبراير المجيدةِ سنبقى في الخطِّ الأماميِّ ضدَّ كلِّ محاولاتِ الإذلالِ والاحتلالِ، وسنبقى قلبًا وقالبًا مع إخوانِنَا في فلسطينَ الأبيّةِ، ومعَ كلِّ محورِ المقاومةِ.
كما في كلِّ عامٍ، نكشفُ معَ بدايةِ عامٍ ثوريٍّ جديدٍ، شخصيّةَ العامِ المنصرمِ، وشخصيّةُ العامِ الثوريِّ «وحدةٌ ومقاومةٌ (2024)» رمزٌ من رموزِ التضحيةِ والصمودِ والنضالِ على الرغمِ من القيودِ الجائرةِ، إنّه «المناضلُ الحاجُّ محمدُ الرمل» أحدُ الأبطالِ الأحياءِ في سجونِ النظامِ، والذي توّجَ مسيرتَهُ بوسامِ الحريّةِ وإذلالِ جلّادِهِ، وإنَّ هذا الاختيارَ، هو تكريمٌ لكلِّ الشهداءِ الأحياءِ في سجونِ النظامِ، ممن يعانونَ الإهمالَ الطبّيَ ويعيشونَ حلقاتِ الموتِ البطيءِ.
«الحاجُّ محمدُ الرمل» الذي قدّمَ سنواتٍ من عمرِهِ في سجونِ النظامِ الخليفيِّ المجرمِ، وهو يعاني أمراضًا مزمنةً، ورغمَ كلِّ المعاناةِ، لم ينكسرْ، بلْ ظلَّ صامدًا كالجبلِ، حتى استحقَّ أن يكونَ شخصيّةَ العامِ، ومن هنا نقدّمُ له كلَّ التحايا ولجميعِ الأسرى المرضى في سجونِ النظامِ، وننحني إجلالًا لهُم، فهم قد جسّدُوا معنى الصمودِ في زمنِ الهوانِ، واستحقُّوا أن يكونوا قدوةً للثوّارِ والأحرارِ.
أيّها الإخوةُ والأخواتُ الكرامُ، هذا العامُ هو عامٌ جديدٌ من النضالِ والمقاومةِ. نحن مستمرّونَ على الطريقِ الذي بدأناهُ بفخرٍ في 14 فبراير 2011، وتأسّسَ منذُ سنواتٍ قبلَهُ، ولن نتراجعَ. ستظلُّ دماءُ الشُّهداءِ شعلةً تنيرُ طريقَنَا نحو تحقيقِ أهدافِنا الساميةِ، وسنبقى أوفياءَ لعذاباتِ الأحرارِ والرموزِ القادةِ في السجونِ.
لقد عاهدْنَا اللهَ والشُّهداءَ على أن نكونَ في خطِّ المواجهةِ، وأن نسيرَ على دربِ الحريّةِ حتى النصرِ. فلن يهدأَ لنا بالٌ، ولن تضعفَ عزيمتُنَا حتى تتحقّقَ مطالبُنَا في العدالةِ والحريّةِ وتقريرِ المصيرِ.
أيّها الأحرارُ، في هذا العامِ الجديدِ، نرفعُ رؤوسَنَا عاليًا، ونواصلُ بـ«إيمانٍ وعزيمةٍ» المسيرَ والنضالَ والكفاحَ على خطى الفقيهِ القائدِ آيةِ اللهِ الشيخِ عيسى قاسم من أجل مستقبلٍ أفضلَ للبحرينِ وشعبِهَا. نحن هنا ثابتونَ في أرضِنَا ولن نغادرَ هذا الوطنَ، فنحن فخرُ أوّالَ في حضارتِها، ونحنُ أعلى عُربانِها نسبًا.
ختامًا، نسألُ اللهَ «عزَّ وجلَّ» الرحمةَ والخلودَ لشهدائِنا الأبطالِ، والحريّةَ والفرجَ للأسرى والمعتقلينَ، والعودةَ العزيزةَ لكافّةِ المهجّرينَ والمغتربينَ.
المجدُ للشُّهداءِ، العزّةُ للثوّارِ، والحريّةُ للبحرين…
ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الأربعاء 1 يناير/ كانون الثاني 2025م