أعلن ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير اختيار المحرّر من سجون النظام المناضل «محمد الرمل» شخصيّة العام الثوريّ 2024 «وحدة ومقاومة».
المناضل «محمد الرمل»، معتقل سياسيّ اعتقل في العام 2015، وهو واحد من 115 معتقلًا حوكموا في قضيّة «ذو الفقار»، التي أيّدت فيها محكمة التمييز الخليفيّة يوم الإثنين 1 يوليو/ تموز 2019 حكم السجن عليه بالمؤبّد، بتهمة الانتماء لهذا التنظيم.
يعاني الرمل من أمراض عدّة، نتيجة التعذيب الذي لقيه، وكبر سنّه، حيث إنّه ستينيّ، إضافة إلى تعمّد إهمال علاجه طيلة مدّة اعتقاله من إلغاء لمواعيده الطبيّة إلى تأجيل عمليّات جراحيّة كانت مقرّرة له، وحتى حرمانه وجبته الغذائيّة الضروريّة له، إذ إنّه مصاب بقرحة شديدة في المعدة يتطلّب علاجها مراعاة حالته من وجبات مناسبة وأدوية لازمة؛ لكنّ كلّ ذلك لم يمنعه من إكمال نضاله مطالبًا بحقوقه وحقوق رفاقه في السجن، فكان يدخل في الإضرابات عن الطعام احتجاجًا على سوء معاملته.
إصراره على حقوقه، جعله في دائرة انتقام ضبّاط السجن الذين كانوا يتعمّدون استفزازه والتشفي منه عبر إلغاء مواعيده الطبيّة وإبلاغه ذلك.
حرب إرادة كان يقودها الحرّ الرمل في سجن جوّ، فلطالما تدهور وضعه الصحيّ ووصل به الحال إلى الإغماء نتيجة إضرابه عن الطعام احتجاجًا على عدم تلبية مطالبه المُتكرِّرة بالعلاج. في يناير/ كانون الثاني 2024 وجّه الرمل رسالة عبر تسجيل صوتيّ روى فيها أساليب تعريض حياته للخطر بسبب الإهمال الطبّيّ المقصود والمتعمّد من إدارة سجن جوّ، محمّلًا إيّاها المسؤوليّة القانونيّة والأخلاقيّة. وقال فيها إنّه يعاني من سياسة القتل البطيء بسبب سياسة الإهمال والاستهداف المتعمّدة من ضبّاط السجن، ومن بينهم «هشام الزيّاني» المعروف عنه إمعانه في التضييق على المعتقلين السياسيّين.
ظلّ وضع الرمل يزداد سوءًا مع سنوات اعتقاله، ورفض النظام الخليفيّ الإفراج عنه، حتى بدواعٍ إنسانيّة ورغم المطالبات الحقوقيّة، وبقي ثابتًا على موقفه الشجاع، يدخل في إضراب عن الطعام ولا يفكّه إلّا بعد وعود من إدارة السجن بتمكينه من حقّه في العلاج، لكنّه سرعان ما يعاوده بعد إخلافها وعودها، على الرغم من أمراضه المزمنة التي قد تؤدّي إلى تدهور وضعه الصحي نتيجة إضرابه، ولطالما سبّب ذلك له انقطاعًا عن العالم الخارجيّ، وسط قلق عائلته وأهله عليه.
في أغسطس 2024 تناول ملفّ «الأسرى أصحاب الأمراض» الذي دشّنه المركز الإعلاميّ في شباب ثورة 14 فبراير قضيّة الأسير «محمد الرمل»، الذي صرّح فيه أنّه يموت ببطء والأمراض تفتك به، وهو ورفاقه يُستهدَفون لأنّهم طائفة معيّنة، ولكن لو خرجوا جنائز سيبقون يطالبون بحقوقهم، في إشارة منه إلى انتفاضة الشهيد «حسين الرمرام» التي اندلعت في السجن احتجاجًا على الإهمال الطبيّ الذي أدّى إلى استشهاد الشهيد.
في سبتمبر/ أيلول 2024، وبعد رحلة 9 سنوات من الإصرار والعزيمة وعدم التراجع عن الحقوق، حطّم المعتقل الحرّ «محمد الرمل» القيود الجائرة، وعاد مرفوع الهامّة إلى أهله ومحبّيه الصابرين، واستقبلته بلدته «البلاد القديم» استقبال الأبطال.
المناضل الستينيّ «محمد الرمل» نموذج للمعتقلين السياسيّين الذين لم يهنوا أو يضعفوا يومًا وهم يخوضون المواجهات مع النظام الخليفيّ من أجل نيل حقوقهم، وإن كانوا وراء القضبان.