استقبل قائد الثورة الإسلاميّة «آية الله السيّد علي الخامنئي»، اليوم الأربعاء 1 يناير/ كانون الثاني 2025 عائلة الشهيد «الحاج قاسم سليماني» وعوائل رفاق دربه وشهداء الحادث الإرهابيّ الذي طال زوّار مزاره بمحافظة كرمان.
وقد انطلقت صباح اليوم مراسم إحياء الذكرى الخامسة لارتقاء الشهيد سليماني في حسينيّة الإمام الخمينيّ، حيث استهلّ السيّد الخامنئي كلمته بالحديث عن حلول شهر رجب، ثمّ تطرّق إلى زيارة آلاف الأشخاص مرقد الشهيد سليماني من بعيد ومن قريب، وحتى من دول أخرى، مؤكّدًا أنّ هذه العزّة هي مكافأة دنيويّة منحه الله تعالى إيّاها على إخلاصه.
وأشار سماحته إلى أنّ استراتيجيّة الشهيد سليماني الثابتة كانت إحياء جبهة المقاومة بالاعتماد على القدرات والقوى المحليّة لكلّ بلد، وأنّ دوره لا يعوّض، ويجب أن تبقى خدماته في ثقافة الأمّة وتربيتها السياسيّة، مبينًا أنّ الدفاع عن العتبة المقدّسة الزينبيّة في سورية والعتبات المقدّسة في العراق و المسجد الاقصى، كان من المبادئ الثابتة عند الشهيد، وأنّه لو لم تُزهق الأرواح ولم يتمّ هذا النضال، ولم يتحرّك الحاج قاسم سليماني بهذه الشجاعة في الجبال والصحاري لهذه المنطقة ولم يحرّك الشهداء، لما كان هناك اليوم أثر من العتبات المقدّسة.
وأضاف السيّد الخامنئي إلى أنّ شرور أمريكا العسكريّة بدأت منذ الثمانينيّات في المنطقة، وذلك في أفغانستان والعراق، وعندما دخلت أمريكا الميدان رسميًّا وبدأت أعمالها الشريرة، بالفعل، دخله الشهيد سليماني مباشرة ولم يفكّر في الخطر، ولا في عظمة العدو.
وأوضح أنّ الأمريكيّين جاؤوا إلى العراق ليبقوا، لكنّ الشهيد سليماني ورفاقه أدّوا في عمليّة صعبة ومعقّدة وطويلة، وحرب سياسيّة وعسكريّة ودعائيّة وثقافيّة مجتمعة دورًا أساسيًّا في طريق استيلاء الشعب العراقيّ على مصيره، حيث رأى سماحته هزيمة مخطّط داعش الأمريكي إحدى النتائج الأخرى للوجود السريع والحاسم للحاج قاسم في الميدان.
وأوضح سماحته أنّ هدف أمريكا الرئيس كان إيران، فمهاجمة أفغانستان في شرقها، ومهاجمة العراق في غربها كانت لتحصار من كلا الجانبين، وعندما حُيّد هذان الهجومان، بطبيعة الحال، لم ينجح العدو.
وعن أحداث سورية الأخيرة، قال: «إذا أخرجت دولة ما عناصر ثباتها وقوّتها من الساحة، ستصبح كـ«سوريا»، وستكون عرضة للاحتلال كما يحصل فيها من قبل الولايات المتحدة والكيان الصهيونيّ وبعض الدول الإقليميّة، ولكن سورية للسوريّين ومن اعتدى على أرضها سيجبر من دون شكّ على الانسحاب أمام مقاومة الشباب السوريّ»، مشدّدًا على أنّ قواعد أمريكا في سورية ستسحق تحت أقدام الشباب السوريّ، والنصر النهائيّ مؤكد والأعداء سيُسحقون تحت أقدام المؤمنين.
كما نوّه السيّد الخامنئي بجهاد الأبطال اليمنيّين واللبنانيّين دعمًا وإسنادًا لفلسطين وغزّة طوال السنة الماضية، قائلًا: «لبنان واليمن هما رمز المقاومة وسينتصران، والولايات المتحدة ستغادر المنطقة وهي ذليلة إن شاء الله».