هنّأ المجلسُ السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير المسيحيّين والمسلمين في العالم بمناسبة ميلاد السيّد المسيح «ع»، مؤكّدًا القيم العليا التي جسّدتها سيرته ورسالته في نشر السّلام والمحبّة والصمود في وجه الظّلم والاضطهاد.
ورأى المجلس في موقفه الأسبوعيّ يوم الإثنين 30 ديسمبر/ كانون الأوّل 2024 أنّ ما تشهده البحرين والمنطقة والعالم من جرائم الطغاة هي امتداد لجرائم أولئك الذين حاربوا السيّد المسيح وقيمه الخالدة، وفي مقدّمتهم اليوم ثلاثي الشّر: الكيانُ الصّهيوني والشّيطان الأمريكيّ والغربُ المتوحّش، الذي يتسبّب بقتل المسيحيّين والمسلمين في العالم ومعاناتهم على حدّ سواء، وفي إيقاع أبشع أنواع التدمير، وانتهاك المقدّسات، واحتلال الشعوب وسرقة خيراتها.
وأنكر ادّعاء الإدارات المسيحيّة التي تزعم إيمانها بالسيّد المسيح «ع» وبعقيدته حول الفداء والتضحية؛ ولكنّها لم تفعل شيئًا أمام جرائم الصّهاينة والأمريكيّين والغرب المنافق في غزّة ولبنان خاصّة، بل إنّ بعضها قدّمت التسليح المفتوح لارتكاب المذابح الصهيونيّة المتواصلة حتى اليوم في غزّة وفي العديد من دول العالم، ولم تتوان عن دعم الصّهاينة وحمايتهم من الإدانة الدّوليّة.
ودعا المجلس السياسيّ في ائتلاف 14 فبراير شعب البحرين، مع اقتراب الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع ثورة 14 فبراير المجيدة، إلى الاستعداد لإحياء هذه المناسبة وتأكيد الحضور الجماهيريّ في ساحاتها، واستحضار الأهداف التي بُذلت من أجلها الدماءُ والتضحيات الكبيرة؛ مجدّدًا العهد والثبات على خيار الشّعب في إنهاء نظام الاستبداد والفساد، وذلك عبر تمكينه من حقّه في تقرير مصيره بإقامة نظام سياسيّ دستوريّ عادل يضمن الكرامة والسّيادة للوطن.
وتوقف عند الذكرى العاشرة لاعتقال الشيخ علي سلمان ومحاكمته، مؤكّدًا أنّ سماحته هو رمز وطنيّ مجاهد وشريف، وكان مع شعبه وتضحياته في كلّ الظروف وأشدّ المحطّات، ورغم كلّ ما تعرّض له من ضغوط وتحدّيات وتلفيق للتهم الباطلة، ظلّ منتصرًا لمظلوميّة الشّعب ونضاله من أجل العدالة، رافضًا أيّ خيار أو تسوية تشرّع التمييز والامتيازات الخليفيّة ولا تلبّي المبادئ الأساسيّة للحكم العادل.
ومع قرب حلول الذكرى التاسعة لشهادة العلّامة الشيخ نمر النمر قال إنّه كان لسانًا صادقًا وجريئًا في الدّفاع عن ثورة البحرين والحراك الشعبيّ في المنطقة الشرقيّة، كما قدّم نموذجًا في الانتصار لحق كلّ الشعوب في نيل العدل والحريّة، حيث أطلق من قعر الكيان السعوديّ المجرم الكلمة الصادقة التي لا تهادن الخليفيّين والسعوديّين والمستبدّين في كلّ مكان.
وأضاف أنّ ثبات الشيخ النمر الأسطوريّ في المحكمة غير الشرعيّة، وعدم تنازله عن مواقفه الحقّة حتى إعدامه شكّل درسًا بليغًا في بصيرة المجاهد الذي لا يخشى إلّا الله تعالى، فكان صاحب الرؤية والعقيدة التي يخشاها آل سعود حتى اليوم، وهم يتوهّمون أنّهم سيقضون عليها عبر اعتقال العلماء والشباب والاستمرار في مجزرة الإعدامات.
وشدّد على أنّ الذكرى الخامسة لشهادة القائدين العظيمين «الحاج قاسم سليماني، والحاج أبو مهدي المهندس»، سيكون لها معناها الخاصّ هذا العام في ظلّ العدوان الصّهيونيّ- الأمريكيّ المتواصل في غزّة وجنوب لبنان وسورية، مع ما ارتكبه هذا العدوان من جرائم إبادة وقتل وتهجير واستهداف للقادة الكبار، وعلى رأسهم شهيد الأمّة «السيّد حسن نصر الله (رضوان الله عليه)».
وأكّد المجلس السياسيّ أنّ شهادة القادة الكبار هي جزء من الإيمان والعقيدة لشعوب المقاومة، فهي تزيد الشعوب قوّة وبصيرة وثباتًا وإصرارًا على إرادة الحريّة والتحرير، وهو معنى ثقافة إحياء ذكرى الشهداء القادة، والافتخار بهم، والثقة الأكيدة بأنّهم أحياء عند ربّهم وأنّ أرواحهم ودروسهم هي المنهاج الذي يقود مسيرة هذه الأمّة، وينير طريقها نحو تحقيق النصر وإسقاط الاستكبار العالميّ.
وعبّر عن بالغ القلق إزاء الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس ما يُسمّى «جهاز الأمن الاستراتيجي» في البحرين إلى سورية ولقائه السلطة الجديدة في دمشق، وما سبقها من البيانات الرسميّة التي عبّر فيها الكيان الخليفيّ عن تأييده سلطة الأمر الواقع في سورية برئاسة «المدعوّ الجولاني» المصنّف على قوائم الإرهاب، لافتًا إلى أنّ هذا المسار يثير الريبة كما يدعو إلى الحذر في ظلّ اهتمام آل خليفة ببناء علاقات أمنيّةٍ مع سلطة تحكمها ميليشيات مسلّحة ولم تمتثل حتى الساعة لإرادة السوريّين، ولا سيّما مع الاحتلال الصهيونيّ المتزايد والأطماع الأجنبيّة التي تحاصر سورية ومستقبلها، وبما يعزّز مخطّط إضعاف محور المقاومة وكلّ التيّارات الشعبيّة المناهضة للإمبرياليّة الأمريكيّة في المنطقة.
وأكّد أنّ شعب البحرين ومعه كلّ أبناء هذا الأمّة، ما زالوا أوفياء للشرف والكرامة والعزّة، ولن ينجرّوا للخرائط الأمريكيّة الصهيونيّة الجديدة، ولن تزلّ أقدامهم عن أرضيّة التصدّي لمشاريع تمزيق الأمّة، وستبقى مقاومة الكيان الصهيونيّ والبراءة من الأمريكيّين وعملائهم من الخونة والمطبّعين هي البوصلة.