صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، هذا نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
بمناسبة ميلاد السيّد المسيح عيسى بن مريم «ع»؛ يتقدّم المجلسُ السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بالتهنئة إلى عموم المسيحيّين والمسلمين في العالم، ويؤكّد القيم العليا التي جسّدتها سيرة السيّد المسيح ورسالته في نشر السّلام والمحبّة والصمود في وجه الظّلم والاضطهاد.
ويرى المجلس أنّ ما تشهده البحرين والمنطقة والعالم من جرائم الطغاة هي امتداد لجرائم أولئك الذين حاربوا السيّد المسيح وقيمه الخالدة، وهذا الامتداد الدّمويّ يحمل رايته اليوم ثلاثي الشّر: الكيانُ الصّهيوني والشّيطان الأمريكيّ والغربُ المتوحّش، الذي يتسبّب بقتل المسيحيّين والمسلمين في العالم ومعاناتهم على حدّ سواء، وفي إيقاع أبشع أنواع التدمير، وانتهاك المقدّسات، واحتلال الشعوب وسرقة خيراتها.
وبهذه المناسبة، وعلى ضوء الأحداث الجارية؛ نسجّل العناوين الآتية في هذا الموقف الأسبوعيّ:
1- إننا نُنكر على كلّ الذين يدّعون الإيمان بالسيّد المسيح «ع» ويعبّرون عن عقيدتهم الخاصّة حول الفداء والتضحية؛ ولكنّهم لم يفعلوا شيئًا أمام أبشع جرائم التاريخ التي اقترفها الصّهاينة والأمريكيّون والغرب المنافق في غزّة ولبنان خاصّة، هذا الادّعاء، بل إنّ الإدارات الحاكمة التي تدّعي المسيحيّة – زورًا – قدّمت التسليح المفتوح لارتكاب المذابح الصهيونيّة المتواصلة حتى اليوم في غزّة وفي العديد من دول العالم، ولم تتوان عن دعم الصّهاينة وحمايتهم من الإدانة الدّوليّة. ورغم ما يجري من تآمر وتحالف للأشرار، فإنّ ذلك يجدّد العزم لدى الشّعوب – مسيحيّين ومسلمين – للنهوض في مواجهة المجرمين، وبذل كلّ التضحيات من أجل الدفاع عن الحريّة والكرامة.
2- مع اقتراب الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع ثورة 14 فبراير المجيدة؛ ندعو شعبنا الوفيّ إلى الاستعداد لإحياء هذه المناسبة وتأكيد الحضور الجماهيريّ في ساحاتها، واستحضار الأهداف التي بُذلت من أجلها الدماءُ الغالية والتضحيات الكبيرة. وفي هذا السّياق، فإنّنا نجدّد العهد والثبات على خيار الشّعب في إنهاء نظام الاستبداد والفساد، وأنّ قناعتنا راسخة في أنّ المسار الآمن لتحقيق هذا المسعى يكون عبر تمكين شعبنا من حقّه في تقرير مصيره بإقامة نظام سياسيّ دستوريّ عادل يضمن الكرامة والسّيادة للوطن، ونرى أنّ أيّ برنامج سياسيّ يخلّ بهذه المبادئ فإنّه سينتهي إلى الفشل وسيقع فريسةً للخداع وتزوير الإرادة الشعبيّة.
3- في هذا الإطار، نتوقّف عند ذكرى مرور عقد على اعتقال سماحة الشيخ علي سلمان ومحاكمته، ونؤكّد أنّ سماحته هو رمز وطنيّ مجاهد وشريف، وكان مع شعبه وتضحياته في كلّ الظروف وأشدّ المحطّات، ورغم كلّ ما تعرّض له من ضغوط وتحدّيات وتلفيق للتهم الباطلة، ظلّ منتصرًا لمظلوميّة الشّعب ونضاله من أجل العدالة، وقد أثبت سماحته، بالصوت العالي، رفضه أيّ خيار أو تسوية تشرّع التمييز والامتيازات الخليفيّة ولا تلبّي المبادئ الأساسيّة للحكم العادل، وهو بذلك سيبقى مع قادة الثورة الرهائن العنوانَ الأكبر لصمود الشعب وشموخ ثورته المحقّة.
4- مع قرب حلول الذكرى التاسعة لشهادة العلّامة الشيخ نمر النمر (قدس سره الشّريف)؛ نسجّل وفاءنا وتعظيمنا لهذه الشخصيّة العظيمة التي كانت لسانًا صادقًا وجريئًا في الدّفاع عن ثورة البحرين والحراك الشعبيّ في المنطقة الشرقيّة، كما قدّم الشيخ الشهيد نموذجا في الانتصار لحق كلّ الشعوب في نيل العدل والحريّة، حيث أطلق من قعر الكيان السعوديّ المجرم الكلمة الصادقة التي لا تهادن الخليفيّين والسعوديّين والمستبدّين في كلّ مكان. لقد شكّل ثباتُ الشيخ النمر الأسطوريّ في المحكمة غير الشرعيّة، وعدم تنازله عن مواقفه الحقّة حتى إعدامه درسًا بليغًا في بصيرة المجاهد الذي لا يخشى إلّا الله تعالى، فكان صاحب الرؤية والعقيدة التي يخشاها آل سعود حتى اليوم، وهم يتوهّمون أنّهم سيقضون عليها عبر اعتقال العلماء والشباب والاستمرار في مجزرة الإعدامات، وآخرها إعدام «الشهيد السعيد أحمد الكعيبي». ولكنّ الشهيد النمر كما كان في حياته المباركة سيبقى ملهمًا للأحرار من بعد شهادته، وسيظلّ كابوسًا يلاحق الطغاة حتى زوالهم بإذن الله تعالى.
5- وفي أجواء الشّهادة أيضًا، تقترب الذكرى الخامسة لشهادة القائدين العظيمين «الحاج قاسم سليماني، والحاج أبو مهدي المهندس»، وهي ذكرى سيكون لها معناها الخاصّ هذا العام في ظلّ العدوان الصّهيونيّ- الأمريكيّ المتواصل في غزّة وجنوب لبنان وسورية، مع ما ارتكبه هذا العدوان من جرائم إبادة وقتل وتهجير واستهداف للقادة الكبار، وعلى رأسهم شهيد الأمّة «السيّد حسن نصر الله (رضوان الله عليه)».
إنّ شهادة القادة الكبار هي جزء من الإيمان والعقيدة لشعوب المقاومة، فشهادة العظماء تزيد شعوبنا قوّة وبصيرة وثباتًا وإصرارًا على إرادة الحريّة والتحرير، وهو معنى ثقافة إحياء ذكرى الشهداء القادة، والافتخار بهم، والثقة الأكيدة بأنّهم أحياء عند ربّهم وأنّ أرواحهم ودروسهم هي المنهاج الذي يقود مسيرة هذه الأمّة، وينير طريقها نحو تحقيق النصر وإسقاط الاستكبار العالميّ.
6- نعبّر عن بالغ القلق إزاء الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس ما يُسمّى «جهاز الأمن الاستراتيجي» في البحرين إلى سورية ولقائه السلطة الجديدة في دمشق، وقد سبق ذلك مسلسل متسارع من البيانات الرسميّة التي عبّر فيها الكيان الخليفيّ عن تأييده سلطة الأمر الواقع في سورية برئاسة «المدعوّ الجولاني» المصنّف على قوائم الإرهاب. إنّ هذا المسار يثير الريبة كما يدعو إلى الحذر في ظلّ اهتمام آل خليفة ببناء علاقات أمنيّةٍ مع سلطة تحكمها ميليشيات مسلحة ولم تمتثل حتى الساعة لإرادة السوريين، لاسيما مع الاحتلال الصهيوني المتزايد والأطماع الأجنبية التي تحاصر سورية ومستقبلها، وبما يعزّز مخطّط إضعاف محور المقاومة وكلّ التيّارات الشعبيّة المناهضة للإمبرياليّة الأمريكيّة في المنطقة. ورغم كلّ ذلك، فإنّنا نؤكّد أنّ شعبنا في البحرين ومعه كلّ أبناء هذا الأمّة، ما زالوا أوفياء للشرف والكرامة والعزّة، ولن ينجرّوا للخرائط الأمريكيّة الصهيونيّة الجديدة، ولن تزلّ أقدامهم عن أرضيّة التصدّي لمشاريع تمزيق الأمّة، وستبقى مقاومة الكيان الصهيونيّ والبراءة من الأمريكيين وعملائهم من الخونة والمطبّعين هي البوصلة.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 30 ديسمبر/ كانون الأوّل 2024
البحرين المحتلّة