أكّد المجلسُ السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير أنّ ذكرى الشهداء ستظلّ محفورةً في وجدان الشّعب وفكره، لأنّهم العنوانُ الأمثل لهويّةِ الشّعب وقيمه الثّابتة في النّضال من أجل الحريّة والتحرّر.
ولفت في موقفه الأسبوعيّ يوم الإثنين 16 ديسمبر/ كانون الأوّل 2024 إلى أنّ هذه الهويّة تتجدّد باستمرار وفي كلّ محطّة من محطّات الحراك الشّعبيّ، مهما اشتدّت التّحدّيات ومخطّطات التّضليل، لتصرّ على انتزاع الحقّ الكامل في إقامة الدّولة العادلة.
ورأى أنّ التّضحيات التي قدّمها الأحرار السّجناء والقادة الرهائن وصبرهم الأسطوري في السجون هو التّجسيد العمليّ لعقيدة الوفاء للشهداء.
وقال المجلس السّياسيّ إنّ تاريخ «13 ديسمبر من العام 1994»، هو انعطافة وطنيّة كبيرة في النّضال الشّعبي والدّستوريّ، رغم تضحيات الشّهداء والسّجناء والجرحى والمهجّرين، ويسجّل أنّ انتفاضة الكرامة حظيت بقيادةِ «العلاّمة الرّاحل الشّيخ عبد الأمير الجمري (ره)» الذي قدّم مثالًا استثنائيًّا في القيادةِ الشّجاعة والحكيمة العابرة للطّوائف والانتماءات.
وشدّد على أنّ ذكرى «عيد الشهداء» هي مناسبةٌ عظيمة يرفضُ الشعب أن تكون محلًّا للمساومةِ أو التّنازل، وقد أصرّ على مدى أكثر من 30 عامًا على إحيائها بكلّ السّبل، وإفشال محاولات تشويهها واختطافها من جانب السّلطة الخليفيّة، إدراكًا منه أنّ هذه المحاولات الخبيثة كانت ترمي لمحو ذاكرةِ العزّة والحريّة التي يجسّدها الشّهداءُ الأبرار، وإدخال ذاكرةٍ مزوّرة تعبّر عن هويّةِ الكيان الخليفيّ وبُنيته المرتبطة بالاستعمار وقوى الاستكبار، إلى أن أضحت اليوم أشدّ ارتباطًا وتبعيّةً بالمشروع الصّهيونيّ- الأمريكيّ.
وأضاف أنّ انتفاضة الكرامة في التّسعينيّات، ومع سقوط أوّل شهدائها «هاني الوسطي وهاني خميس» في 17 ديسمبر 1994، رسّخت مفهوم التّضحية والصّمودُ في وجه القتل والبطش والاعتقال، وأجبرت الطّاغية حمد على الاستجابة لمطالبها بعد عقْدٍ من انطلاقها، قبل أنْ يعودَ مرّة أخرى إلى الخديعةِ وينقلب على الدّستور العقدي، ويُدخِل البلادَ في أسوأ العهودِ إجرامًا وتبعيّةً وتآمرًا على وجود الشّعب وهويّته الأصيلة.
ورأى أنّ احتلال آل خليفة لجزر البحرين وفرضهم سرديّة تصفُ الاحتلالَ بـ«الفتح»؛ لم يكن صدفة وعابرًا، بل كان مقصودًا ومخطّطًا له، بهدف محو كلّ تاريخ السّكان الأصليّين وهويّتهم الدّينيّة والثّقافيّة، وفرض عليهم سرديةَ الغزاة المصطنعة وبقوّةِ السّلاح، وبمساندة من الأعوان الأجانب.
ورأى أنّ احتلال آل خليفة لجزر البحرين وفرضهم سرديّة تصفُ الاحتلالَ بـ«الفتح»؛ لم يكن صدفة وعابرًا، بل كان مقصودًا ومخطّطًا له، بهدف محو كلّ تاريخ السّكان الأصليّين وهويّتهم الدّينيّة والثّقافيّة، وفرض عليهم سرديةَ الغزاة المصطنعة وبقوّةِ السّلاح، وبمساندة من الأعوان الأجانب.
وأكّد المجلس السياسيّ أنّ المعركة الأساسيّة في البحرين هي معركة الدّفاع عن هويّةِ الشّعب، واسترجاع ما أُبِيدَ منها عبر الزّمن، والتّصدّي لكلّ الخطط الجارية لإبادةِ ما تبقّى من هذه الهويّة، بما في ذلك عدم اعتراف الكيان الخليفيّ بيوم الاستقلال عن الاستعمار البريطاني «14 أغسطس»، وإنتاج كذبة تحت اسم «العيد الوطنيّ» في «16 ديسمبر» وفرضها على الشّعب، ثمّ اختراعه عنوانًا جديدًا لغزو البحرين وهو «تأسيس الدّولة الحديثة الخليفيّة» ليضيف بعدها اختراعًا آخر في هذا اليوم وهو «يوم الشّهيد» بغرض التّشويش على إحياء الشّعب لعيد شهدائه، وتحويل المرتزقة القتلى إلى «شهداء».
وحول استمرار منع إقامة صلاة الجمعة المركزيّة في بلدة الدّراز، ومحاصرتها عسكريًّا منذ شهر أكتوبر الماضي ومنع المواطنين من التّوافد إلى جامع البلدة؛ قال إنّه من الوجوه الخطرة لحرب الهويّة التي يشنّها الخليفيّون على شعب البحرين الذي لن يقبل وعلماءه الأحرار التّنازل عن عقائدهم وشعائرهم، ولن يخضعوا للقيود والقوانين الجائرة ضدّ المقدّسات والحريّات الدّينيّة.
واستنكر إقدام الطّاغية حمد على مباركة الحكم الجديد في سوريا بزعامة الإرهابيّ الجولاني، تحت ذريعة رئاسته للدّورة الحاليّة لجامعة الدّول العربيّة، مشيرًا إلى أنّهما ارتكبا الجرائم والإرهاب بحقّ الأبرياء، وهما من مدرسةٍ واحدةٍ في الخداع وتغيير الأقنعة بحسب الظّروف وأوامر المشغّلين الأجانب، ويلتقيان في معاداة المقاومةِ وقادتها الشّهداء، في التودّد والتّطبيع مع الكيان الصّهيونيّ، وغضّ الطّرف عن إبادته المستمرة في غزّة، واحتلال المزيد من الأراضي السّوريّة.