1- نجدّد تضامننا الكامل مع الحراك الاحتجاجيّ داخل السّجون في البحرين، ونقفُ جنبًا إلى جنب الأحبّة السّجناء ونضالهم لانتزاع حقوقهم الطّبيعيّة، بما في ذلك الإفراج الفوريّ عن الجميع ودون قيد أو شرط، كما نحذّر من مغبّة ما يخطّط له الكيانُ الخليفيّ من حصار وقهر داخل السّجون، وندعو إلى الضّغط المتزايد عليه لمنعه من تحقيق مخطّطه الأسود في تحويل السّجون إلى مقابر حقيقيّة، كما يُنذر بذلك تكرار حالات ارتقاء الشّهداء داخل السّجون في ظلّ انعدام الرّعاية الصّحيّة وشيوع الأمراض المزمنة بين السّجناء. إنّ المماطلة في الإفراج عن كلّ السّجناء ورهن هذا الملفّ بالوضع الإقليميّ، والسّعي لكسر إرادة السّجناء والقادة الرّهائن؛ لن يثمر عن شيء ممّا يحلم به الكيانُ المجرم، وكلّ ما سينجزه هو إضافة المزيد من الأدلّة على وحشيّته وعدائه الدّفين لهذا الشّعب وأبنائه الأحرار.
2- غير بعيد من ذلك، فإنّ الاستمرار في استهداف صلاة الجمعة المركزيّة في بلدة الدّراز، وشنّ الحرب الأمنيّة والإعلاميّة على الشّعائر الدّينيّة؛ إنّما هو رهان آخر من الكيان الخليفيّ على المستجدّات الراهنة وما تشهده المنطقة من تحرّكات متمادية للحلف الصّهيونيّ- الأمريكيّ، ما يدفع الخليفيّين إلى التمسُّك أكثر بخياراتهم المجنونة والفاشلة، بما في ذلك إظهار العداوة الكاملة لهويّة شعب البحرين وتاريخه الأصيل، حيث يواصل الطّاغية حمد تنفيذ مشروعه البغيض بخلق هويّةٍ مزيّفة تتيح له ولعائلته المحتلّة الاستفراد بالسّلطة والتّبعيّة المطلقة لداعميه الأجانب، والانقضاض على المنابر والمساجد والمجالس التي تعبّر عن أصالة شعبنا ونضاله من أجل الحريّة والتحرُّر. إنّ خطّة النّظام في إشاعة الليبراليّة المتوحشّة، ومحاربة المنابر الدّينيّة الحرّة، وتوسيع الإفساد والاستبداد؛ هي مقدّمات لفتح أرضنا للغزاة المجرمين والتّطبيع مع الصّهاينة وفق خطّة «الشرق الأوسط الجديد»، وهو ما يستلزم التّصدّي المدروس من الجميع، والدّفاع المستميت عن الأصالة الدّينيّة والوطنيّة، وإعداد العدّة المناسبة لمواجهة التوجُّهات الخبيثة التي يُراد لها أن تقضي على تاريخ هذه البلاد وحاضرها ومستقبلها لصالح التوسُّع الصّهيونيّ المدعوم من الشّيطان الأكبر.
3- مع إعلان قوى المعارضة في البحرين الشّعار المشترك «شهداؤنا هويّتنا» لإحياء ذكرى «عيد الشّهداء» في منتصف الشّهر الجاري؛ نهيبُ بأبناء شعبنا الوفيّ لدماء شهدائه في البحرين وفي ساحات المحور المقاوم؛ للاستعداد لأوسع إحياء شعبيّ وثوريّ لهذه المناسبة العظيمة، وتوظيف الوسائل المتنوّعة لتأكيد هوّية شعبنا الأصيلة وثباته على طريق وحدة الدّم والمصير والقضيّة، ووحدة العدوّ المشترك المتمثّل في الاستكبار العالمي والتوسّع الصّهيونيّ وأنظمة الاستبداد. إنّ ذكرى الشّهداء الأبرار هي تأكيدٌ أنّ الدّماء الطّاهرة التي سالت في البحرين من أجل التّغيير وقطع دابر الظّالمين والمطبّعين والمستكبرين؛ هي في مسارٍ وخيارٍ واحد مع الدّماء والتّضحيات العظيمة التي قدّمتها ساحاتُ محور المقاومة، وهنا نؤكد أنّ الحفاظ على شهداء البحرين والمحور المقاوم هو جزء لا يتجزأ من صراع الهويّة مع الكيان الخليفيّ والصّهيونيّ، فهويّة الشّهداء هي عنوانُ الثّباتِ على الحقّ، ومواجهة الباطل والتّزييف والتّحريف والتّطبيع مع الأعداء، وأنّ إعلاء صور وسِير الشّهداء هو إعلانٌ عن هويّة الحريّة والحقّ والكرامة والمقاومة.
4- شهدت البحرين نسخة جديدة ممّا يُسمّى «حوار المنامة»، اتسمت بالفشل، وقد أُوكلت مهمّة استضافته للكيان الخليفيّ بهدف ترويج سياسات الاستكبار العالميّ في المنطقة والعالم، ومحاولة غسل أدمغة النخب والأكاديميّين بفكر الهيمنة الأمريكيّة – الصهيونيّة، واستضعاف شعوب المنطقة، وسلب القدرة منهم على التغيير والاستقلال. لذلك لا غرابة في أنّ نقاشات المؤتمر استبعدت تداعيات «طوفان الأقصى» والإبادة الجماعيّة في غزّة ولبنان، وتغييب ما تشهده السّاحة السوريّة من أحداثٍ خطرة وتغيُّر موازين القوى فيها، ولا سيّما مع اندفاع الكيان الصّهيونيّ في العدوان على أصول الدّولة السّوريّة، واحتلال المزيد من الأراضي.