تتجلّى صور البطولة والتضحية، في ملحمة الأرض والدم، وتتعانق أرواح الشهداء مع روح الوطن الذي يزهر بالحريّة والعدالة.
في هذا السياق الثوريّ، نستذكر ذكرى استشهاد «الحاج عبد الكريم البصري» الذي روى بدمه الطاهر تراب الوطن العزيز، وأضاء أرواحنا بمصباح طريق الكفاح والصراع ضدّ الظلم والطغيان.
«الحاج عبد الكريم البصري» البالغ من العمر 72 عامًا من منطقة كرزكان، عاش حياته شاهدًا على إيمانه العميق وتجذّره في تربة هذا الوطن. في التاسع من ديسمبر/ كانون الأوّل 2014، لبّى نداء ربّه شهيدًا، تاركًا وراءه إرثًا من العزّة والنضال.
استشهد الحاج عبد الكريم في لحظة من الزمن خالدة، حيث تعرّض لحادث إجراميّ بالقرب من مسجد زين العابدين (ع) في كرزكان. كان مسرح الواقعة شاهدًا على وحشيّة العدو واستهتاره؛ تلك اللحظات المؤلمة لم تكن إلّا رسالة مروّعة توجّه ضدّ كلّ من يحلم بالعدالة والحريّة لهذا الوطن.
من هذا المصاب الجلل، يرسخ الحاج عبد الكريم البصري في قلوبنا كرمز للصمود، وتظلّ تضحيته نبراسًا يضيء دروب المستقبل لأجيال قادمة. إنّ رسالة الشهيد إلينا، إلى كلّ من يحمل في قلبه ذرّة من حبّ هذا الوطن، تصدح بأعلى الأصوات قائلة: «لا تخافوا الطغيان ولا تستسلموا للجبروت، فدماؤنا هي السبيل إلى الحريّة وفجر جديد مشرق بالعدل والكرامة». ليكن ذلك شعارنا ومنهج حياتنا؛ فالتضحية دين والحريّة قدر، وعلى درب الشهداء نمضي قدمًا، مستلهمين منهم العزم والإصرار على مواصلة النضال حتى تحقيق النصر المبين.