يُخلّد التاريخ يوم الأربعاء الموافق للسابع من ديسمبر/ كانون الأوّل لعام 2011، ذكرى استشهاد البطلة الخالدة «زهرة صالح محمد»، التي ارتقت شهيدة قبل أن تطفئ شمعتها الثامنة والعشرين، راوية بدمائها الطاهرة تربة الوطن الذي هفا إلى الحريّة.
كانت زهرة عرضة لأبشع أنواع الاعتداء على يد زبانية النظام الخليفيّ الجائر، وذلك في صفحة حالكة من التاريخ حصلت يوم الجمعة الموافق للثامن عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني، حيث كانت الشهيدة الباسلة تقود بأنفاسها المتوقدة صفوف الاعتصام الجماهيريّ الثائر «خطوات الحسم الثوريّ».
زهرة لم تكن مجرّد وجه في زحام المناضلين، بل كانت قائدة تتقدّم الصفوف في معترك الحريّة، تصنع في كلّ مكان تطؤه قدماها قصّة من قصص البطولة والمقاومة. لقد عُرفت بجسارتها وتحدّيها للظلم والطغيان، ما جعلها هدفًا لأعداء الحقّ، فأقصوها من عملها، ظنًّا منهم أنّ ذلك سيثنيها عن عزمها، لكنّهم لم يدركوا أنّ إرادة الحريّة في قلبها أقوى من كلّ تحدّياتهم.
لم تسع زهرة إلّا للشهادة في سبيل تحقيق أعلى درجات التضحية، وقد نالت ما تمنّت، حيث اغتيلت في بلدة الدّيه، صرح الحريّة والفداء، على يد عملاء النظام الغادر في مشهد يعكس أقصى درجات النذالة والخيانة. كانت محاولة القتلة الإخفاء السريع لجريمتهم بدفنها في الخفاء دليلًا صارخًا على بشاعة فعلتهم، وفشلهم في محو ذكرى زهرة وروحها الثوريّة التي ستظلّ، عبر الأزمان، مشعل ثورة يضيء درب الأحرار.