قال سماحة العلّامة السيّد عبد الله الغريفيّ إنّ إفساد بني إسرائيل المذكور في القرآن الكريم يتمثَّل في الظُّلم والبغي والخداع والكذب والنِّفاق وكلِّ أشكالِ العَبثِ بالقِيَم، وسوف يعتقدون أنَّهم شعبُ الله المختار هذه الأسطورة الزَّائفة والكاذبة التي ملأتهم بالعلو والاستكبار والطَيش والغرور.
ولفت سماحته في حديث الجمعة (653)، تحت عنوان: «دور المرأة في المنظور الإسلامي – افساد بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ في قوله تعالى: ﴿وَقَضَيۡنَآ إِلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ فِي ٱلۡكِتَٰبِ لَتُفۡسِدُنَّ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَّتَيۡنِ وَلَتَعۡلُنَّ عُلُوّٗا كَبِيرٗا﴾»، في مسجد الإمام الصادق «ع» في القفول، مساء الخميس 4 ديسمبر/ كانون الأوّل 2024، إلى أنّ الآية موضع البحث وما بعدها من آيات تحدَّثت عن إفسادين لبني إسرائيل، وعن هزيمتين كبيرتين.
وقال سماحته إنّ من يقرأ تاريخ بني إسرائيل يرى أنَّهم مرُّوا بانتصارات وانهزامات وإنْ كانت الانهزامات هي الخيارات الأخيرة لهؤلاء المفسدين في الأرض عبر تاريخهم المشحون بالظُّلم والعبث والطُّغيان، مشيرًا إلى أنّ بعض المفسِّرين المتأخِّرين يرون أنّ الإفسادين لم يقعا في الماضي، بل يتعلَّقان بالمستقبل، حيث أفسدوا فسلَّط الله عليهم (هتلر)، ولقد عادوا اليوم إلى الإفساد في صورة (إسرائيل) التي أذاقت العرب أصحاب الأرض الويلات، وليسلطنَّ الله عليهم مَنْ يسومهم سوء العذاب تصديقًا لوعد الله القاطع.
وأضاف أنّ هناك رأيًا آخر يذهب إلى أنَّ قيام دولة إسرائيل هو الإفساد الأوَّل، وأمَّا الإفساد الثَّاني فيمثِّل في الهيمنة والسَّيطرة على المسجد الأقصى والمسلمون في انتظار الهزيمة الكبرى للكيان الغاصب، حيث يتحرَّر المسجد الأقصى وتنتهي دولة إسرائيل، وهذا وعدُ الله الصَّادق، وفق تعبير سماحته.
وتابع السيّد الغريفي أنّ بعض الرِّوايات تذهب إلى أنَّ المقصود من قوله تعالى: ﴿… بَعَثۡنَا عَلَيۡكُمۡ عِبَادٗا لَّنَآ أُوْلِي بَأۡسٖ شَدِيدٖ …﴾ الإمام المهدي (عج) وأصحابِهِ، وروايات أخرى ترى أنَّ المقصود بـ ﴿أُوْلِي بَأۡسٖ شَدِيدٖ﴾ هم قوم يخرجون قبل ظهور الإمام المهدي (عج) يملكون عزائم عظمى وهممًا كبرى، وإرادات صلبةً، وقُدراتٍ فائقة، وإمكانات متفوِّقة.
وشدّد سماحته على أنّه بقدر ما تتوحَّد الأمّة العربيَّة والأمّة الإسلاميَّة أنظمةً وشعوبًا حول قضيَّتها الكبرى فلسطين والقدس يتحقَّق النَّصر للشعب المجاهد في الأرضِ المحتلَّة، وبقدر ما يكون الاعتصامُ والتَّوحُّدُ يتحقَّق النَّصرُ، وتكون العزَّة للأمّة العربيَّةِ والإسلاميَّةِ، وبقدرِ ما يكونُ التَّفرُّقُ والتَّباعدُ والتَّشتُّت يكونُ الضَّعفُ وتكونُ الهزيمةُ.
وأكّد أنّ مسؤوليَّة الأنظمة ومسؤوليَّة الشُّعوب في هذا العصر المشحون بالتَّحدِّيات الثَّقيلة التَّمسُّك بحبل الله، ونبذ كلِّ أشكالِ التَّشتُّت والتَّمزُّق، وأيّ خيار آخر يقود إلى البوار والدَّمار والضَّعفِ والهزيمةِ والخسران.