وفي هذا السّياق، وفي ظلّ التّطورات المحليّة والإقليميّة؛ نسجّل العناوين الآتية:
1- إنّنا نعدّ تصريحات وزير الداخليّة الخليفيّ جريمةً بذاتها ضدّ المعتقدات الدّينيّة وعلماء الدّين الكبار، كما ننظر إلى أقواله الأخيرة على أنّها دليلُ إدانةٍ دامغ يثبتُ الجرائمَ الممنهجة التي يقودها الطّاغية حمد منذ سنوات ضد الشّعائر والمعتقدات والمؤسّسات الدّينيّة للمسلمين الشّيعة في البحرين، وندعو النّشطاء في مجال الحرّيات الدّينيّة إلى الاستناد إلى تلك الأقوال لإضافتها إلى السّجلّ الأسود لآل خليفة، واعتمادها في ملاحقتهم في المحاكم الدّوليّة بجريمةِ محاربة عقائد المواطنين الشّيعة واستقلاليّة إدارة شؤونهم الدّينيّة، بما يرقى إلى جريمة الإبادة الثّقافيّة وتهديد وجودهم الدّينيّ والتّاريخيّ.
2- في هذا الإطار، نسجّل لشعبنا وشبابنا الثّوري موقفهم القويّ في تحدّي الحصار العسكريّ المفروض على الدراز لمنع إقامةِ صلاة الجمعة، وهذا الموقفُ ليس غريبًا على هذا الشّعب الحيّ الذي يُدرك أنّ المعركة مع الكيان الخليفيّ أصبحت واضحة الأهداف، فهي معركة الهويّة والوجود والمصير، ولم يعد هناك أيّ خيار مع هذا الكيان المجرم غير اعتباره كيانًا استئصاليًّا استيطانيًّا احتلاليًّا، وبالمواصفات ذاتها التي تنطبقُ على الكيان الصّهيونيّ، ولا عجب بعد ذلك أن نرى الانسجام المطلق بين هذين الكيانين، وبما يفوق بقيّة الكيانات المحيطة. فهما كيانان مصطنعان قاما على الغصب والقتل والفصْلِ العنصري، وتهجير المواطنين وهدْم منازلهم ومساجدهم الأثريّة، واختلاق سرديّات أسطوريّة حول تاريخهم المزّيف.
3- إنّ تجدُّد الحرب المفتوحة على عقيدة شعبنا في البحرين وهويّته جاء بالتّزامن مع التّصعيد الصّهيونيّ- الأمريكيّ على لبنان ومقاومته المظفّرة، وهي فرصة رآها الكيانُ الخليفيّ مناسبةً ذهبيّة لتجديد عبوديّته للتحالف الشّرير الذي ينفّذه المجرم نتنياهو بإدارةِ الشّيطان الأكبر في واشنطن، وسرعان ما استأنف آل خليفة حقدهم وكراهيّتهم ضدّ شعبنا وعقائده ومنابره الدّينيّة، وكانت محاصرة الدّراز ومنْع الجمعة الأكبر في البلاد بمثابة صكّ ولاءٍ جديد للصّهيونيّة، إذ أُغلق المنبر الدّيني الأقوى المعبّر عن شعبنا ومواقفه في نصرة المقاومة في غزّة ولبنان، واستتبعَ ذلك تهديداتٌ متكرّرة للتّضييق على المجالس الأهليّة ومنعها من الحديث السّياسيّ، وبالتالي ملاحقة كلّ المنابر والأصوات التي تمثّل الموقف الشّعبيّ المعادي للمشروع الصّهيونيّ- الأمريكيّ.
4- نؤكّد أنّ محاربة العقائد وبيوت الله ومنابرها الحرّة لن تفلحَ في إرهابِ شعبنا وشبابنا وعلمائنا الأحرار، فلن تسقطَ رايةُ النصرةِ والوفاء والفداءِ للمقاومةِ في فلسطين ولبنان، ولن يستسلمَ شعبُنا لمخططِ التّطبيع مهما تجبّر الكيانُ الخليفيّ ومكر، وشعبُ البحرين – من كلّ الفئات والمناطق – الذي كان الأسرعَ والأقوى في نصرة «طوفان الأقصى»، ومواجهة التّطبيع، وإعلاء رايات المقاومةِ في ساحات البلاد وميادينها؛ هو باقٍ وثابتٌ على عهدهِ الدّينيّ والوطنيّ في نصرةِ أشرف المقاومين الأبطال، والحفاظ على وصيّة سيّد شهداء الأمة السيّد حسن نصر الله (قدّه)، لا يمنعهم عن ذلك التّهديدُ بالقتل أو الاعتقال أو التّهجير، وعلى السّفير الصّهيونيّ الذي يتحضّر للعودةِ وتدنيس بلادنا أن يعرف أنّ شعبًا مقاومًا سيكون له بالمرصاد، ومن حيث يحتسب ولا يحتسب.
5- نجدّد تحيّة شعبنا واعتزازه الكبير بالنّصر المؤزّر والتّاريخيّ الذي حقّقته المقاومة المظفّرة في لبنان، ونعبّر عن فخرنا وإجلالنا لشعب المقاومة الأبيّ الذي أعطى درسًا جديدًا في الوفاءِ العظيم، وأتمّ بصبرهِ وصمودهِ ملحمةَ الانتصار على أعتى الحروب التي شُنّت على لبنان ومقاومتها، فخابَ العدوّ الصّهيونيّ وحليفه الأمريكيّ البائس.