قال سماحة العلّامة السيّد عبد الله الغريفيّ إنّ خطاب الدين (المسجد، المنبر، المناسبات، وكلّ خطاب دينيّ) يتَّسعُ باتِّساعِ الدِّين، والحديث عن الإسلامِ وليس عن أيِّ دين.
وأكّد سماحته في حديث الجمعة (652)، تحت عنوان: «ماذا يعني الولاء الحقيقيّ؟ خطاب الدين يتّسع باتّساع الدين»، في مسجد الإمام الصادق «ع» في القفول، مساء الخميس 28 نوفنبر/ تشرين الثاني 2024، أنّ هذا الدِّين لا يزال حاضرًا في وعي الأمَّةِ وفي كلِّ وجدانها، وإنْ كان قد تمَّ عزلُهُ عن واقع الأمَّة، إلَّا في الحدود العباديَّة، وفي الحدود الفرديَّة، وهذا العزلُ مدروسٌ ومخطَّط له.
وشدّد على أنّ هذا الدِّين هو منظومةُ عقائدَ، وفقهٌ وأحكامٌ وتعاليمُ تتَّسع لكلِّ مساحاتِ الحياة الفرديَّةِ، والأسريَّةِ، والاجتماعيَّةِ، والاقتصاديَّة، والسِّياسيَّة، وهو الذي يتَّسع لكلِّ حياة البشر، ولا يستثني مساحةً منها فيما هي العقائد، والرُّؤى، والمفاهيم، والقِيَم، والأخلاق، وكلُّ الممارسات.
وأضاف سماحته أنّ خطابُ الدِّينِ يتَّسع باتِّساعِ الدِّين، وهنا يجب أنْ يكونَ حَمَلةُ هذا الخطاب يحملون وعي الدِّين وفقهَ الدِّين، وإلَّا تاه الخطاب، وارتبكت مفاهيمُه، إلى جانب هذا الوعي وهذا الفقه هناك ضرورة أن يتوفَّر صُنَّاعُ الخطاب على قراءةٍ بصيرةٍ بكلِّ الواقع الموضوعي المتحرِّك هنا أو هناك، فإذا غابت هذه القراءة حدث غبشٌ في الطَّرح وفي المعالجات.
ورأى أنّ رفض تحجيم دور الخطاب الدِّيني يجب أن ترافقه قراءة كلِّ الحيثيَّات الموضوعيَّة ليكون الخطابُ قادرًا على أن يقارب كلَّ أزمات الواقع، ومن أهمِّ وأخطرِ مسؤوليَّات الخطاب الدِّينيِّ أن يُواجِه كلَّ أشكالِ التَّمزُّقِ والصِّراع الضَّارِّ بوحدة الشُّعوب، هذه الوحدة التي يؤسِّسُ لها الاعتصام بحبلِ الله ودين الله وتعاليم الله، وهو الذي يؤسِّس لقوَّة الأمَّةِ، ولقوَّةِ الشُّعوبِ، ولقوَّةِ الأوطانِ.