في اليوم العالميّ المخصّص للتضامن مع الشعب البطل في فلسطين، هذه الأرض التي عانقت السماوات بترابها المقدّس وتاريخها الخالد، نقف نحن شعب البحرين صفًّا واحدًا لنؤكّد رفضنا القاطع لكلّ أشكال التنازل عن حقوق الشعب الفلسطينيّ المقدّسة.
قضيّة فلسطين ليست مجرّد حدث تاريخي عابر، ولا هي مرتبطة بالأمس دون الغد؛ إنّها النبض الحيّ الذي يدوّي في صدور الأحرار، الساكن في ذاكرة كلّ عربيّ ومسلم وحرّ شريف في هذا العالم. الشعب الفلسطينيّ الذي عضّ على جراحه ونواجذه، وتحدّى كلّ عواصف الظلم والطغيان، مخلصًا في عزمه وصلابته، لا بدّ من أن يشرق فجر انتصاره على مدّ البصر.
فلسطين، التي تضم حجارة سلام أنبياء من عهد الزمان، والتي جعلت من لياليها مسرحًا لإسراء نبيّنا محمّد (ص)، نزفها المتجدّد منذ أن تجرّأ المعتدون الصهاينة على سلب أراضيها، زرعت لؤلؤة بين جنبات كلّ من يحمل همًّا عربيًّا وإنسانيًّا.
إنّ المحتلّ الصهيونيّ الذي لم يرق له سكون ولا صمت، ينشط ليل نهار في سعيه المحموم لمسح اسم فلسطين من وعي العرب، مقدّمًا رشاوى العار والخيانة للأنظمة الضعيفة بغية استمالتها لعمليّة التطبيع المشينة. لكنّ الشعوب الحرّة، بكلّ كبريائها وعنفوانها، تقف سدًّا منيعًا، معبرةً عن رفضها المطلق لهذا الهوان، مؤكّدة أنّ فلسطين لا يمكن شراؤها أو محوها من الذاكرة.
نهب صرختنا هذه، صرخة التضامن والهويّة والانتماء، مجدّدين العهد على أنّ دماء الشهداء وتضحيات الأسرى وصمود المقاومين لن تذهب سدى. سنظلّ، مهما طال الزمان، نعقد على يد الحقّ فلسطين، ونقول للجبروت الصهيونيّ ومن والاه: لن تشرق شمسكم على أرض القدس وغزّة وكلّ فلسطين، فالأرض لنا والحقّ لنا والتاريخ يشهد لنا.