في معترك الحياة، حيث تتجلّى لحظات الصمود، نرفع رأس الزمان إعلاءً لذكرى أولئك الأبطال الذين شحذوا هممهم دفاعًا عن مبادئهم، ولم يهنوا أو يتراجعوا.
تمرّ علينا اليوم ذكرى استشهاد «عبد النبي كاظم العاقل»، تلك الشخصيّة التي باتت محفورة في ذاكرة الصمود، وقد أصبحت رمزًا للتضحية والتحدي.
«عبد النبي» الذي نهل من ربيع عمره أربعًا وأربعين خريفًا، كان يسكن في أحضان منطقة عالي الحبيبة، في ذاك اليوم، الثالث والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني لعام 2011، كانت السماء تنوح والأرض تشهد على قدر مأساوي يعتصر القلوب، حيث إنّه في اللحظات الأخيرة من حياته الباسلة، وقعت أحداث تبقى شاهدة على تاريخ من الإيثار.
لم يعلم الشهيد، في ذلك الصباح الذي كان يحمل طابعه العادي، أنّه سيتحوّل إلى لحظة فارقة في تاريخ النضال، بينما كان يقود سيارته في شوارع منطقته عالي، وقعت الواقعة التي لن تُنسى، تعمّدت دورية أمنيّة الاصطدام بمركبته، فارتطمت السيّارة بعنف بحائط بناية سكنيّة وسيّارة مركونة، الحادث مثّل نقطة نهايته، حيث أصيب بجروح بليغة وغرق في كدماته الخطرة، استُشهد عبد النبي كاظم العاقل متأثرًا بإصاباته في مكان الحادث، تاركًا وراءه قصة عطاء وصمود.
ومع غروب شمس ذاك اليوم، لم تغب أشعة الشهيد التي خلّفها خلفه، فالشهيد «عبد النبي كاظم العاقل» الآن يعيش بيننا كمعلّمٍ للعزّة والكرامة؛ لا يزال صوته صدى في آذان الأحرار، وستظلّ تضحياته منارة تهتدي بها أجيال المستقبل، وسيُذكر اسمه بفخرٍ في صفحات التاريخ وقلوب الإنسانيّة كرمزٍ للشموخ والبطولة.
لقد كان الشهيد الذي لم يقدّم حياته فحسب، بل قدّم الأمل والشجاعة لأمّة بأكمله، ستبقى ذكراه تتوهّج كومض من النجوم في سماء الخلود.