أفيخاي أدرعي» الاسم المشؤوم الذي بات كلّ العرب يعرفونه، أقلّه المتابعون للعدوان الصهيونيّ على لبنان، أضف إلى أنّ اللبنانيّين جميعهم يترقّبون يوميًّا «حرصه المبالغ فيه» على سلامتهم، بينما يهدّد بقصف جيش كيانه مدنهم وقراهم وهدم بيوتهم على رؤوسه.
لا يخفى الدور الخبيث الذي يؤدّيه الناطق باسم الجيش الصهيونيّ للإعلام العربيّ، وهو المتحدّث بعربيّة صحيحة وبأسلوب ماكر يقلب به الحقائق ويعيد صياغتها لوجهة مقابلة تمامًا.
مرتديًا سترة واقية من الرصاص، وخوذة عسكريّة خوفًا من قذائف حزب الله، يطالعنا أدرعي وهو على الحدود اللبنانيّة بخطاب تعمّد أن يكون إلى حدّ ما كأنّه خطاب نصر لكيانه المؤقّت حيث سعى إلى الإيحاء بأنّه صار في الداخل اللبنانيّ، وهو يتبجّح مقابل بلدة العديسة.
أفيخاي أدرعي لم يكذب هذه المرّة، فهو يمشي مختالًا في الداخل اللبنانيّ، ولكنّه على بعد بضعة أمتار فقط من الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة ليس أكثر، أي أنّه بالكاد دخل إلى الحافّة الأماميّة، اللافت أكثر هو الخلفيّة التي اختارها أدرعي، قصدًا أو عن غير قصد، فإن كان قاصدًا ذلك فلا بدّ من نصحه بأن يصحّح معلوماته، وإن كان عن غير قصد فخطيئته أكبر.
تذكير بسيط لهذا المتعجرف: إنّ هذه الجداريّة التي عمد جيشه إلى إزالة بعض معالمها، هي لوحة فنيّة تسمّى «جداريّة البحرين.. نحو القدس»، دشّنها ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير البحرانيّ يوم الخميس 28 يوليو/ تموز 2022، قرب بلدة كفركلا عند الحدود اللبنانيّة مع فلسطين المحتلّة، ومُهرت بكلمة الفقيه القائد آية الله الشيخ عيسى قاسم التي لا تزال واضحة للعيان: «كلّ المقاومة من أجل القدس»، وفيها علم البحرين التي يرفض شعبها التطبيع مع كيان أدرعي بينما يعدّ حاكمها الغاصب أخلص أصدقائه، ورسم للشهيد «علي المؤمن» صاحب المقولة المشهورة: «نخرج هنا وعيوننا على القدس»، ولا ننسى أنّ هذه الجداريّة تحتلّ ركنًا من الجدار الإسمنتيّ الذي أقامه الكيان الصهيونيّ عند حدود فلسطين المحتلّة مع جنوب لبنان إلى جانب العشرات من اللوحات الفنيّة المقاومة التي تشهد على انتصار محور المقاومة ودوام هذا الانتصار الذي يخافه أدرعي وأمثاله، فائتلاف 14 فبراير أكّد بكلمته في حفل تدشين الجداريّة أنّ البحرين، بشعبِها الأصيلِ، من السّنةِ والشّيعةِ، هم على موقفٍ واحدٍ صامدٍ ثابتٍ في الانتصارِ للمحورِ المقاوم الذي أثبت أنّه صاحب الرّؤية والبصيرة، والعزيمة الصّلبةِ، والتّخطيطِ الدّقيق، وأنّه حقّقَ آمالَ المظلومين والمستضعفين وسيظلّ يحقّقها، وحطّم أغلالَ الاستعمارِ وجدرانَ المحتلّين ومشاريعَ الغدرِ والخيانة، وسيُحطّمُها، كما أنّها تجدّدُ المواقفَ الثّابتةَ لشعبِ البحرين تجاه قضايا الأمّةِ الكبرى، ومنها أوّلًا الانحياز للمقاومة الشّريفة التي حدّدتْ وأنجزتْ بوصلتَها ومحورَها باتّجاهِ القدسِ الشّريف، وأنّه كما شعوبُ الخليج والمنطقة لن يركعَ لأنظمةِ العارِ والتّطبيع، وأبناؤه ثابتونَ على الوعد والعَهْد مع فلسطينَ ولبنانَ وسوريا والعراقِ واليمن، وسيواصل الحضور على كلّ ساحات الفضيلةِ والمقاومة.
رسالة أراد منها أفيخاي أن يوهم اللبنانيّين بأنّ مقاومتهم عاجزة عن هزيمة «إسرائيل» ليتضّح أنّه أوصل رسالة مجانيّة للمقاومة وجمهورها ولصديقه «النظام الخليفيّ المتصهين» بأنّ شعب البحرين وقواه الحيّة مع هذه المقاومة حتى انتصارها اليقين، وستبقى شعاراته هو وكيانه ومن يدعمه هي الكاذبة.