يُصادف هذا العام الذكرى العاشرة للحظة تاريخيّة مفصليّة للمواطنين في البحرين، إذ استطاعوا خلق لحظات بطوليّة لا تنسى بإظهار التزامهم المتجذّر بقضاياهم الوطنيّة ورغبتهم القويّة في التمتّع بجميع حقوقهم السياسيّة.
هذه الإرادة تجلّت بوضوح خلال مشاركتهم القويّة في «الاستفتاء الشعبيّ» الذي جرى في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2014.
يُعدّ الاستفتاء الشعبيّ الذي أُجري في 21 و22 نوفمبر عام 2014 نقطة فارقة في مسيرة نضال شعب البحرين، ويجب أن يُحتفظ به كوثيقة أساسيّة في كلّ جهود المعارضة ضدّ النظام الخليفيّ، إذ عبّر عن الرغبة الصادقة لشعب البحرين في تقرير مصيره بنفسه.
لم تتغيّر الظروف التي دفعت إلى إجراء الاستفتاء في العام 2014 من فقدان الأسرة الحاكمة للشرعيّة القانونيّة والشعبيّة منذ فرض دستور 2002، وتهديد الهويّة السنيّة والشيعيّة للبحرينيّين، إلى التجنيس السياسيّ، وحرمان الشعب من الأمان والمشاركة السياسيّة، إضافة إلى وجود قوّات احتلال «سعوديّة -إماراتيّة»، وتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيونيّ على الرغم من رفض الشعب.
تبقى الحقوق قائمة مهما طال الزمن، والسعي نحو الحريّة لشعب البحرين لن يُكسر بالرغم من محاولات النظام الخليفيّ اليائسة؛ نتائج الاستفتاء الشعبيّ توفّر مسارًا مشروعًا لخروج الشعب من الأزمة السياسيّة والأمنيّة التي يعانونها منذ العام 2002 وما سبقه.