وفي هذا الإطار، نسّجل العناوين الآتية ضمن الموقف الأسبوعيّ:
1- إنّ ما صدرَ عن سماحةِ الفقيه القائد هو إعلانٌ وتبيانٌ قاطعٌ بأنّ ما يتعرّض له شعبُنا في البحرين، ومنذ عقود طويلة؛ هو حربُ إبادةٍ وجوديّة وثقافيّة شاملة، وأنّ هذه الحرب أخذت دعمًا واتّساعًا إضافيًّا من جانب التّحالف مع العدوان الصّهيونيّ في غزّة ولبنان. إنّنا نؤكّد أنّ توصيف ما جري ويجري في البحرين من أنّه «إبادة» ليس تعبيرًا خطابيًّا أو توصيفًا مجازيًّا بقصد التّعبئة والمبالغة في الأحداث، بل هو توصيفٌ واقعيّ يستند إلى وقائع وشواهد موثّقة ومتتالية تعجّ بالجرائم والانتهاكات التي اقترفها الكيانُ الخليفيّ ضدّ المواطنين وتاريخهم وثقافتهم، وهو ما يمكن حسبانه نموذجًا شبيهًا بالكاملِ مع المشروع الإباديّ الاستيطانيّ للكيانِ الصّهيونيّ، خصوصًا بعد إتمام العلاقة الكاملة بين الكيانين الخليفيّ والصّهيونيّ مع توقيع اتفاقات التّطبيع في العام 2020م.
2- يجب عدّ ما يجري في البحرين «جريمة إبادة» أن يُترجَم إلى موقفٍ سياسيّ واضح من القوى المعارضة، ومن خلال بناءٍ جديد من البرامج والأنشطة السّياسيّة والإعلاميّة والدّبلوماسيّة داخل البلاد وخارجها. إننّا نشيد بهذا الخصوص بمستوى الوعي الشّعبيّ والوطنيّ المتقدّم على صعيد إدارةِ المعركة السّياسيّة في مواجهةِ مشروع الاستبداد والاستعمار، ولا يخفى الانزعاج الأمريكيّ والصّهيونيّ من تنامي الرّوح الثّوريّة في المجتمع البحرانيّ، ولا سيّما وسط الشّباب المؤمن بنهج المقاومة وولاية الفقيه، وبحضوره الثّابت في طليعةِ الدّفاع عن شعيرة صلاة الجمعة في الدّراز والإحياء الحسينيّ والشّعائر الدّينيّة، والإصرار على رفع الهتافات الشّجاعة ضدّ الإدارة الأمريكيّة والكيان المؤقت، وهو مشهدٌ يثير قلقَ العاملين في وكر التجسُّس الصّهيونيّ والأمريكيّ في المنامة، لأنّهم يرون أنّ التزامَ شعب البحرين – دينيًّا وإنسانيًّا واستراتيجيًّا – بمحور المقاومة وبوحدة الإسناد بين السّاحات هو تهديد جدّي لمشروع التمدُّد الصّهيونيّ في الخليج والمنطقة الذي يروّجونه تحت عنوان «الشّرق الأوسط الجديد».
3- يواصل شعبُنا العزيز في البحرين فعاليّات التّضامن مع فلسطين ولبنان، ودعْم المقاومة الشّريفة في وجه حرب الإبادة المتواصلة، رغم القمع والتنكيل والتّهديد الأمنيّ، ونرى أنّ ما يتعرّض له السّجناء السّياسيّون في مقابر آل خليفة هو جزء من الابتزاز والانتقام بحقّ شعبنا وعوائل السّجناء، وخصوصًا المحكوم عليهم بالإعدام، ظنًّا من الخليفيّين بأنّ ذلك يمكن أن يكسر إرادة الشّعب ويدفع الأهالي للضّغط على السّجناء الأحرار للقبول بخيار الاستسلام والتراجع عن طريق ثورة 14 فبراير. ولكن باءت ظنون الكيان الخليفيّ بالخيبةِ مع هذا الصّمود الأسطوريّ لشعبنا والأسرى الرّهائن ومضيّهم معًا في مسيرةِ الحريّة والسّيادة والمقاومة، والالتزام بقيادة آية الشّيخ قاسم وإرشاداته، حتى تحقيق الأهداف المرجوّة بإقامة دولةٍ عادلة تقوم على دستور عصريّ يكتبه شعبُ البحرين بيده.
4- نستهجن دعاية آل خليفة المكشوفة والمتكرّرة بمناسبةِ اليوم الدّولي للتّسامح، ونؤكّد أنّ محاولات تبييض الانتهاكات لن تنطلي على شعبنا وأحرار العالم، وسيظلّ الكيان الخليفيّ مثالًا مقيتًا على ممارسةِ الاضطهاد الدّينيّ وزرع الفتن وترويج الكراهية والتّمييز المذهبيّ والعرقيّ، وهذا واقعٌ أسود يعانيه المواطنون – سُنّة وشيعة – حيث ترتفع صرخاتُ المعاناة من كلّ شرائح المجتمع جرّاء سياسات التّمييز والتّجنيس والفساد التي يستحوذ بموجبها أبناءُ آل خليفة على كلّ خيرات البلاد والمناصب العليا، ومن دون حسيب أو رقيب وعلى حساب أمْنِ المواطنين وحرّيتهم وعيشهم الكريم وحلمهم في المواطنة المتساوية. لقد تسبّبَ آل خليفة في تهديد العدل والسّلم الاجتماعي عبر تأسيسهم منظومةٍ متجذّرة بمؤسّسات الدّولة تقومُ على التّمييز الممنهج ومحاربة كلّ ما له صلة بهويّةِ المواطنين الأصليّين وتاريخهم، حتّى باتت بلادنا – في عهد الطّاغية حمد خاصّة – مهدّدةً بانقراضِ قيم التّسامح وانعدام كلّ أشكال العدالةِ والحرّيات الدّينيّة وحقوق الإنسان الأساسيّة.
الإثنين 18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024م
البحرين المحتلّة