صدر عن الأسرى السياسيّين في سجن جوّ بيان حول الأوضاع الراهنة في المنطقة، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
يعيش العالم والمنطقة اليوم مرحلة استثنائية وحرجة يتطلب التعاطي معها جدّية ومسؤوليّة بالغتين، فالصراع بين جبهة الحقّ حيث محور المقاومة بقيادة سماحة السيّد الإمام الخامنئيّ (أرواحنا فداه) وجبهة الباطل بقيادة الشيطان الأكبر أمريكا يحتدم ساعة بعد ساعة، مما فرض ويفرض – وفق فتاوى وخطابات مراجع الأمّة وفقهائها – تكليفًا شرعيًّا على كافة المسلمين.
وعليه فإنّنا معتقلو الرأي في سجن جوّ المركزي في البحرين، ومن قلب انتفاضة الشهيد الرمرام نجدد تأكيدنا القاطع بأنّ هذه الانتفاضة المباركة هي محطّة مهمّة في تاريخ البحرين المعاصر وعمر ثورة الرابع عشر من فبراير، فهي وإن نادت في مقدّمة أهدافها المشروعة بحقّ الحريّة الأصيل لجميع السجناء السياسيّين بدون قيد أو شرط إلّا أنّ جوهرها الثابت هو الاستمرار في الثورة المجيدة من جهة، ونصرة قضايا الأمّة والدفاع عنها من جهة أخرى.
وحيث إنّنا نؤمن بوجوب المصلحة الوطنيّة في طول المصلحة الدينيّة لا في عرضها، فإنّ طرح أيّ من الأعذار أو المبرّرات الواهية لحمل الأسرى على الكسل والتقاعس عن دعم قضايا الأمّة العادلة لهو خطأ كبير في الحساب، فيه ما فيه من تحجيم للقدرات وشلّ للإرادات وخدمة لمرامي العدو وتوهين لعزائم الأسرى الذين ما انكفؤوا يسعون بضمائرهم الحيّة وهممهم العالية لتقديم كلّ ما يمكن تقديمه والمشاركة به مساندة لجبهات الحقّ.
وإننا وفي هذا الصدد نتوجّه برسائلنا التالية:
– الرسالة الأولى: لشعب ثورة الرابع عشر من فبراير المجيد:
ندعو كافة أبناء شعبنا الغيور للاستجابة لنداء الفطرة والعقيدة والإنسانيّة والمشاركة بكلّ ما يملكون، وهم قادرون على ذلك، في نصرة الشعبين الفلسطينيّ واللبنانيّ العزيزين، دون الاكتراث أو الانصياع لسياسات السلطة الخليفيّة المطبّعة العميلة ولتهديداتها الخاوية.
– الرسالة الثانية: للمقاومة الإسلاميّة البحرانيّة
فإنّنا وإذ نعدّ انتفاضة الشهيد الرمرام ساحة من ساحات المواجهة والمقاومة ضدّ العدو الخليفي وحلفائه، وامتداد لطوفان الأقصى الذي سيجرف الطواغيت والمستكبرين في وحل الذلّ والهوان والخيبة، فإنّا نشدّ على عضد مقاومتنا البحرانيّة وجنودها البواسل، ونقبّل الأيدي التي أثلجت صدورنا بالأمس القريب وبلسمت الجراح في غزّة ولبنان، ونترقّب منها ما هو أمضى على العدو وأشدّ إيلامًا.
– الرسالة الثالثة: للسلطة الخليفيّة المتصهينة
إنّ استمراركم في الاصطفاف مع محور الشرّ، والارتماء في أحضان الغدّة الصهيونيّة الخبيثة في قبال محور المقاومة المظفر، لن يعجل إلّا بجرّ الويلات عليكم، وإنّ العقل والرشاد والحكمة لتدعو العقلاء في هذه السلطة – إن كان قد بقي فيها من عاقل- لتدارك ما يمكن تداركه قبل فوات الأوان، ولات حين مناص.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
الظفر والغلبة لرجال المقاومة الإسلاميّة
الويل والوعيد للشيطان الأمريكيّ والسرطان الصهيونيّ وداعميهما
أسرى البحرين
الجمعة 15 نوفمبر 2024م
انتفاضة الشهيد الرمرام
سجن جوّ المركزيّ/ البحرين