في أعماق السجون، حيث تخنق جدران الزنازين أنفاس الحريّة وتصم الآذان عن صرخات العدالة، نجد قصّة «حسين عبد الله مرهون راشد» التي تروي البطولة في أبهى صور الصمود مقابل أبشع صور القمع والانتهاك.
جهاد في مواجهة الاستبداد
حسين الشاب البحراني الذي تجرّأ على يكون صوتًا لمُعذّب وسط صمت المقهورين، شعلة نضال احترقت في قلب الظلام لتضيء درب الحريّة؛ إنّه ذاك الناشط الذي لم يتورّع عن رفع راية العدل، جاهرًا في وجه الاستبداد بكلّ ما أوتي من شجاعة منذ حداثة سنّه.
حقبة التعذيب واعتقال الروح
العام 2017 كان بداية معركته مع العذاب الحقيقيّ، حين اُقتيد إلى مكامن التنكيل بلا تهمة تُذكر، مُورس عليه أبشع أساليب التعذيب الجسديّ والنفسيّ، وأجبر على الاعترافات الزائفة بخرق سافر لكلّ ما هو إنسانيّ وعادل.
مسرحيّة قضائيّة خالية من العدل
استُعرض حسين بمسرحيّة قضائيّة، حُرم خلالها من الدفاع الشرعيّ عن نفسه، وكانت المحكمة مجرّد أداة تُطوّع لتأييد حكم جائر أُعدّ مسبقًا؛ لقد أُهدرت أبسط حقوقه في محاكمة غير عادلة وشُوّهت إنسانيّته بقسوة.
إهمال يسلب الحياة
تدهورت صحّة حسين تحت وطأة الإهمال الطبيّ والمعاملة القاسية، مُحرومًا من الأدوية، حتى نظّارته الطبيّة التي تمثّل شريان الحياة له مُنع من الحصول عليها لتتضاعف معاناته.
المواجهة الأخيرة لمقاتل عنيد
على الرغم من الجراح والظلم، وقف حسين ببسالة متحدّيًا الأقدار، باحثًا عن شعاع الحقّ في نفق الظلم المظلم، لكنّه اليوم، وفي ظلّ الأحكام الجائرة، يواجه حكم إعدامه الوشيك، بانتظار قرار الطاغية.
الخاتمة المحتومة… إعدام أم عدالة؟
حُكم على حسين بالإعدام، شُنقت عليه التهم الملفقة، سُلبت منه جنسيّته، وأُثقل بغرامات خياليّة، كلّ ذلك ليس لجرم اقترفه بل لإيمانه بحقّه وشعبه في عيش كريم حرّ وعادل.
في قلب هذه التحدّيات، نقف اليوم لنبعث رسالة إلى العالم: أنّ الحريّة لـ«حسين عبد الله مرهون» ليست مجرّد مطلب، بل هي صرخة كلّ الأحرار، العدالة للبحرين ليست نداء، بل هي راية نُحملها في مواجهة آلة القمع.
تظلّ الأسئلة معلّقة في الأفق: هل يرفع الظلم عن «حسين عبد الله مرهون راشد»؟ هل سترتفع كفّة العدالة أخيرًا؟ مصيره الآن بين يدي العالم وضمير الإنسانيّة؛ فلنعمل معًا لنكون صدى لقضيّته، ولنظهر للعالم أنّ البطولة لا تموت، وأنّ صراعات الخير والشرّ مستمرّة إلى أن تنتصر إرادة الحياة والحريّة.