صدر عن المجلس السياسيّ في
ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
يتقدّم المجلسُ السّياسي في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير، بمناسبة «يوم الشّهيد» في لبنان، بالتّعازي والتّبريك لقيادة المقاومة الإسلاميّة بالكوكبةِ العظيمة من قافلةِ الشّهداء الأبرار التي أسّست هذا الخطّ الحسينيّ منذ الانطلاقة المباركة قبل أربعين عامًا، وكانت المتراس والأساس في حفظ هذا الخطّ وإعلاء وجوده وتحقيق الانتصارات.
ومع مرور الذّكرى الأربعين لرحيل شهيد الأمّة العظيم «السّيّد حسن نصر الله (قدس الله سرّه)»؛ نؤكّد أنّ هذه المسيرة الجهاديّة الإيمانيّة أصبحت أكثر قوّةً وعظمةً وانتشارًا في العالم بعد أن تعمّدت بدماء القادة الشّهداء، وبتضحيات خير الرّجال والنساء في هذه الأمّة. إنّ دماء هؤلاء القادة، وجهاد المقاومين الثابتين، وتضحيات أنصار المقاومة وشعبها وصمودهم سيكون لها الفضلُ في حفظ راية المسيرة التي ستظلّ خفّاقة وعزيزةً في الميادين وفي كلّ السّاحات، مكلّلة بإرادةٍ كربلائيّة استشهاديّةٍ عنوانُها الانتصار والتّحرير الكامل، مهما زادَ العدوّ من عدوانه وإبادته في غزّة ولبنان. ونشدّد على أنّ هذه الإرادة لن تهزمها أنظمةُ القمع والتّطبيع في المنطقة والتي نرى أنّها متورّطة في الخذلان المخزي، وما تعقده من اجتماعاتٍ ومؤتمرات هو مجرّد منصّة لإصدار البيانات الجوفاء والتّغطية على تصهيُنها وتأمركها مقابل تأمين عروشها الملطّخة بالدّماء والقهر والفساد.
وفي هذا الإطار، نسجّل في الموقف الأسبوعي العناوينَ الآتية:
1- نتقدّم بالعزاءِ والتّبريك إلى المجاهد الأسير «الحاج أحمد المغسل» بارتقاء نجله العزيز «الدّكتور عمران المغسل» شهيدًا في جنوب لبنان جرّاء القصف الصّهيونيّ المجرم المتواصل، ونعبّر عن التّضامن مع عائلته وأهله وأحبّته في المنطقة الشّرقيّة بالقطيف، ولا سيّما مع استهداف الكيان السعوديّ المتواصل لعائلة الشّهيد وإجرامه بحقّ أحرار القطيف وعموم بلاد الحجاز من العلماءِ والشّباب والنساء بسبب موقفهم المبدئي المؤيّد للمقاومة في لبنان وفلسطين، ونستذكر على وجه الخصوص العلّامة المحقّق المعتقل «الشّيخ حسين الراضي» الذي لا يزال أسيرًا في سجونِ آل سعود بسبب خطابه العلنيّ في العام 2016م الذي ندّد فيه باتّهام حزب الله بالإرهاب وبتعدّي آل سعود على سماحة شهيد الأمّة «السّيد نصر الله»، وسجّل كلماته الخالدة بحقّ الشّهيد الأقدس مخاطبًا إيّاه بعبارة: «أنت العزّ، أنت الشّرف، أنت النصر، أنت نصر الله».
2- نؤكّد أنّ دماءَ الشّهيدِ المغسل هي عنوانٌ آخر على امتداد روح المقاومة وفكرها بين أبناء الخليج، وهي تجسيد حيّ على الوفاء للنّهج الذي أكّدته سيرةُ الشّهيد البحرانيّ المقاوم «مزاحم الشّتر»، والشّهيد الكويتي المقاوم «فوزي المجادي»، وشهيد القطيف «عبد اللطيف القطان»، وعلى أنظمةِ الخيانة في الخليج أن تيأسَ من نجاح إرهابها وتآمرها وتحالفها مع العدو الصّهيوني ضدّ خيار شعوب الخليج المؤيّد للمقاومة ومحورها الشّريف. ويفخر شعبُ البحرين اليوم بأنّه يمثّل الواجهة الأماميّة لشعوب الخليج المؤمنة بالمقاومةِ والثّابتة على هداها وانتصاراتها التي صنعها سيّد شهداء الأمّة «السّيد نصر الله»، حيث لا تزال ميادين البحرين تصدحُ باسم هذا القائد التّاريخيّ وبصورهِ ونهجه وإرثه النيّر، وهي رسالةٌ من البحرين في ذكرى أربعينيّة هذا العظيم الاستثنائيّ: «بأنّنا سنبقى الأوفياء لدمه الغالي ولنهجه الكربلائيّ ومسيرته الجهاديّة، ولن نحيد عن المقاومة وخطّها القويم حتى إسقاط الكيان الصّهيونيّ ومعه كلّ أنظمة التّطبيع والعمالة في المنطقة».
3- إنّ استمرار الكيان الخليفيّ في البحرين – منذ الرّابع من أكتوبر/ تشرين الأوّل الماضي – بمحاصرة بلدة الدّراز بالمرتزقة والمركبات العسكريّة لمنْع إقامة صلاة الجمعة الأكبر في البلاد؛ هو جزء من الخطّة الخليفيّة- الصّهيونيّة لمنع الشّعوب من التّضامن مع المقاومة في غزّة ولبنان وقطع خطوط التمسّك بنهجِ قائدها الشّهيد الكبير، ونعدّ هذا الاستهداف المتواصل لشعائر الدّين وهويّة الشّعب الأصيلة ومنابره الدّينيّة الحرّة جانبًا من التّضحيات التي يقدّمها شعبُ البحرين بسبب إصراره على خطّ المقاومة وقيم ثورة ١٤ فبراير، وعدم التّنازل والاستسلام للكيانِ المطبّع وحلفه الصّهيونيّ- الأمريكيّ الشّرير. إنّ شعبنا الحرّ سيواصل انتماءه لمشروعِ الحريّة والتّحرير، وكلّ التضحيات التي يقدّمها من الشّهداء والسّجناء والجرحى والمعاناة والمهجّرين هي وسامُ فخر وعزّةٍ في جبين هذا الشّعب الذي لن ينفصل عن قضايا أمّته ومقدّساتها ولن يعود إلى الوراء، وهيهات أن يتنازلَ عن حقّه المشروع في إقامة دولةٍ دستوريّة كاملة الحريّةِ والسّيادة.
4- إنّنا وإذ نشدّد، في الذكرى الثانية لإطلاق المعارضة الوطنيّة البحرانيّة وثيقة «الإعلان الدستوريّ» الذي يجسّد الرؤية السياسيّة التي يسعى إليها الشعب وقواه الحيّة، ويعدّ أساسًا لمواصلة المسيرة الثوريّة الوطنيّة لمعالجة حالة الانسداد السياسيّ المستحكمة في البحرين، على مضامينه كلّه، ندعو كلّ القوى الحرّة وأبناءَ الشّعب العزيز إلى الاستعداد والجاهزيّة لإحياء ذكرى عيد الشّهداء في منتصف شهر ديسمبر/ كانون الأوّل المقبل، ونشدّد على أنّ هذه الذّكرى هذا العام ستكون محطّة مهمّة على صعيد مواجهة التّحديات الدّاخليّة والخارجيّة التي يتعرّض لها شعبنا في البحرين على صعيد ضرْب ثوابته الوطنيّة والديّنيّة بقيادةِ الطاغية حمد الذي لا يزال يدير المشروعَ الأسود لتزوير تاريخ الوطن والانقضاض على هوية الشّعب ونضاله العريق. إنّ عيد الشّهداء هذا العام هو ذكرى الحسم والمفاصلة مع الكيان الخليفيّ المحتلّ جملةً وتفصيلًا، ويجب أن تعبّر برامجُه وفعاليّاته عن الاحتفاء والولاء لشهداء الحقّ والكرامة والمقاومة في البحرين والقطيف وفلسطين ولبنان وفي كلّ جبهات الإسناد الشّريفة، وكذلك تجديد الوفاء لشهداء البحرين والعهد على مواصلةِ طريقهم في الدّفاع عن الدّين والعدل، والتمسّك بحقّ القصاص العادل وملاحقة القتلة والجلادين وعلى رأسهم الطّاغية «حمد» المتصهين.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024م
البحرين المحتلّة