في هذا اليوم نتذكّر بصمود وثبات شهيد الحريّة والكرامة «الشاب البطل علي عباس رضي»، ذا الستة عشر ربيعًا من سماهيج، الذي نال وسام الشهادة تحت عجلات دوريّات القوّات الخليفيّة المرتزقة، متأثرًا بجراح نالت من جسده الطاهر بالقرب من دوار القدم.
في تلك اللحظات الحرجة كان يشقّ طريقه محفوفًا بقلب مؤمن ليلتحق بركب المصلّين في جامع الإمام الصادق «ع» في الدراز، حاملًا إيمانه وعزيمته ليقف ويصلّي، على الرغم من كلّ العوائق خلف رمز الصمود والتحدّي «آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم».
علي، الشاب الشجاع الذي كان يحيط به أجواء الحصار والقمع، خرج برفقة صديقه، يدفعهما الإصرار على اختراق الحصار الظالم المفروض على الدراز، وهو الحصار الذي استخدمته قوّات النظام كسيف مسلّط لقطع الطرق، وأغلقتها أمام العزائم الصادقة.
لكن، في خضم رحلتهما الباسلة التي يعدّانها شرفًا وتضحية، اعترضتهما دوريّات الظلم والبغي؛ جرى اعتقالهما وسحبهما نحو مركبات العار، ولكنّهما سرعان ما تمكّنا من الفرار من براثن القهر، غير أنّ مطاردة الموت لم تنتهِ، فكان الاصطدام المروّع الذي أطاح بجسد علي وقذفه في الفضاء ليسطر بدمه ملحمة الإباء والتحدّي.
نعم، رفاق الشهيد وأحرار هذا الوطن، إنّ دماء علي عباس رضي لن تذهب هدرًا، بل ستظلّ لهيبًا يستعرّ في قلوب المقاومين، يحرّك فيهم سنا الحريّة وجذوة النضال ضدّ الطغيان والاستبداد، ذلك النظام الذي لا يعرف إلّا لغة القمع والتنكيل، ولا يحترم معاني القسط والعدل.
نحتسب «علي عباس رضي» شهيدًا بين يدي الله «عزّ وجلّ»، ونستلهم من قصة استشهاده دروس الإباء والتضحية، نعاهد فيها أن تبقى ذكراه خالدة، نستلهم من موقفه البطوليّ القوّة والعزم لمواصلة الطريق حتى نيل كامل الحقوق المغتصبة؛ لن يمحى اسمك يا علي من ذاكرتنا، وستظلّ دماؤك الزكيّة وقودًا لنار الحريّة التي لن تخمد يومًا ما.