قال سماحة العلّامة السيّد عبد الله الغريفيّ إنّ المعركة بين قُوى الإيمانِ وقُوى الكُفُرِ والضَّلالِ بدأتْ في مرحلةٍ مبكِّرةٍ مِن تاريخ البشريَّة، حينما تمرَّد إبليسُ على أمرِ الله تعالى وامتنع عن السُّجود، وهكذا تشكَّل في حياةِ البشر مساران: «مسارُ الهِداية» وقَادَهُ الأنبياء والأوصياءُ والصُّلحاءُ، «مَسَارُ الغِواية» وقَادَهُ إبليسُ وكلُّ المتجبّرينِ وصُنَّاعِ الفَسَادِ في الأرض.
ورأى سماحته في حديث الجمعة (648)، تحت عنوان: «المعركة بين قُوى الإيمانِ وقُوى الكُفُرِ والضَّلالِ»، في مسجد الإمام الصادق «ع» في القفول، مساء الخميس 31 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2024، أنّ الغلبة هنا تَتَّسِعُ لعِدَّةِ مَسَارات: في الحُجَّة والبُرهان، الإسنادِ الغيبيّ، ساحةِ الصِّراع السِّياسيِّ والجهاديِّ.
وأضاف «رُبَّما يُقال: قُوى الباطل والضَّلال تملك مِن القُوى العسكريَّة ما لا تملكه القُوى الإيمانيَّة، فكيف يتحقَّق الانتصار؟»، لافتًا إلى أنّ الانتصار لهُ مجموعة دلالات: انتصار الإرادة، انتصار المواقف، انتصار القِيَم، انتصار الشُّهداء.
وأكّد السيّد الغريفي أنّ الإمام الحُسين «ع» في كربلاء انتصر، وذلك حين قدّم دَمَهُ ودِماءَ أهلِ بيتِهِ ودِماءَ أصحابه فداءً للدِّين، وكذلك فإنّ الأنبياء «ع» عبر التَّاريخ هم المنتصرون حتَّى وإنْ قتلوا، وإنْ وُوجِهوا وحُورِبوا ما داموا واثقين مِن أهدافهم الكبرى.
وشدّد سماحته على أنّ الخسائر لا تمثِّل انهزامًا، والشُّهداء، الضَّحايا في طريقِ الحقِّ هم عناوين الانتصار، وليس قتل الأطفالِ والنِّساءِ، وهدم البيوت، وتدمير المساجد والملاجئ والمستشفيات، وقتل المدنيِّين، والاغتيالات، والإعلامُ الكاذبُ المضلِّلُ.
وتابع أنّ قُوى المقاومة في فلسطين رغم تفوُّقِ العدو في قُدراتِهِ العسكريَّة والحربيَّة هي المنتصرة، والقُوى الإيمانيَّة في معاركِ الحقِّ ضدَّ الباطلِ مطلوبٌ أنْ تتزوَّد بكلِّ القُدراتِ التي تؤهِّلُها لمواجهة قُوى الباطل ومواقع الضَّلال، مضيفًا «سوف تبقى معاركُ الحقِّ والباطلِ مستمرَّة حتَّى تأتي المعركةُ العظمى حيث يتصدَّى الإمامُ المهديُّ مِن آلِ مُحمَّدٍ (ص) إلى قُوى الباطل في الأرضِ وسوف يكونُ النَّصرُ لدينِ الله الحقِّ، وسوف تكونُ الهزيمة الكبرى لكلِّ قُوى الكُفرِ والضَّلالِ والباطلِ».