تتضافر الذاكرة الوطنيّة مع قصص البطولة والتضحية لتكوّن نسيجًا متينًا من الهويّة الجماعيّة، حيث تلمع نجوم في سماء النضال تضيء طريق الأجيال.
من بين هذه النجوم، يبرز ببريق لافت اسم الشهيد «رياض حسن راشد الكرّاني»، والذي طُبعت قصّته بأحرف من نور في سجلّ الخالدين.
ولد الشهيد رياض الكرّاني في بلدة كرّانة، حيث عاش حياة عامرة بالإيمان والتفاني في الدفاع عن قضيّته، في الخامسة والأربعين من عمره، في 29 أكتوبر/ تشرين الأوّل عام 2011، اختار القدر أن ينتزع منّا هذا الفارس، لكنّه ترك وراءه إرثًا يفوح شذاه بالشجاعة والمروءة. استشهد الكرّاني في مدينة قمّ المقدّسة، بعيدًا من أرضه، لكن قريبًا من قلوب أحبّائه وأهله الذين ناضل معهم ومن أجلهم.
كان الشهيد يشارك في تظاهرة سلميّة في كرّانة عندما هاجمت قوّات نظام آل خليفة المتظاهرين بعنف مفرط؛ تعرّض رياض لطلق ناري مباشر أصاب عينه اليمنى وأدّى إلى تهشّمها، وبسبب القمع الوحشيّ وسيطرة السلطات على المستشفيات التي أصبحت تديرها الأجهزة الأمنيّة وتراقبها، وجد الكرّاني نفسه محرومًا من العلاج الضروري في بلده. تدهورت حالته الصحيّة، ما اضطرّه إلى السفر للجمهوريّة الإسلاميّة في إيران بحثًا عن العلاج، لكنّه ولسوء حظّ لم يمهله الزمن فقد ارتقى شهيدًا بعد صراع مع الجروح التي أصيب بها، وشُيّع جثمانه في مقبرة كلزار شهداء في مدينة قمّ.
بدماء الشهداء، يتجدّد العهد على مواصلة المقاومة والصمود في وجه الطغيان، متوثّبين على درب الحريّة حتى تتحقق أهداف الثورة. إنّها الشهادة التي تُجدّد العزيمة وتزيدنا إصرارًا على مواصلة الثورة، مؤكّدين أنّ ثمن الحريّة غالٍ وأنّ الطريق إلى العدالة والكرامة يمر عبر التضحية والفداء.