بسم الله الرحمن الرحيم
يؤكّد المجلسُ السّياسي في ائتلاف شباب ثورة ١٤ فبراير الأهداف الأساسيّة للحملةِ الشّعبيّة «فلسطين ولبنان قضيّتي»، ولا سيّما على صعيد أهميّة الارتباط الإيمانيّ والأخلاقيّ، ولتأكيد التّضامن مع مظلوميّة الشّعبين في فلسطين ولبنان وبطولاتهما.
إنّنا نحثّ أبناءَ شعبنا العزيز في البحرين والفاعلين في المجتمع الأهلي والمؤثّرين على مواقع التواصل الاجتماعيّ على المشاركة في هذه الحملة والإسهام أكثر في إعلان موقف شعب البحرين الرّافض للعدوان الصّهيونيّ- الأمريكيّ المتواصل على المنطقة وشعوبها، تعبيرًا عن العلاقة العميقة والمصيريّة بينه وبين وشعوب المنطقة التي تواجه مخاطر الإبادة والاستبداد والهيمنة الاستعماريّة.
إنّ هذه الحملة تأتي انسجامًا مع المسار النضاليّ والمبدئيّ الطويل لشعبنا في مواجهةِ التطبيع والمشاريع الإمبرياليّة، وإصراره على فكّ الارتباط عن السّياسات الرّسميّة العميلة، وعدم التواني عن دعم المقاومة الشّريفة والانتماء لمشروعها التحرّري العادل، رغمًا عن التّهديدات وحملات القمع والاضطهاد التي يتعرّض لها بما في ذلك قمع التظاهرات والسّجن وإغلاق الجوامع ومنع إقامة شعائره الدّينيّة.
وفي هذا الإطار، نتوقّف في هذا الموقف الأسبوعيّ عند العناوين الآتية:
1- ندينُ بشدّة استمرار الإرهاب الخليفي ّ- وللأسبوع الرابع على التوالي – بمحاصرةِ بلدة الدّراز وتطويقها بقوّات المرتزقة المدجّجين بالسّلاح وأدوات القمع، لمنع إقامة صلاة الجمعة المركزيّة في جامع الإمام الصّادق «ع» بالبلدة، في تعدٍّ صارخ لأهم الشّعائر الدّينية للمسلمين. إنّ هذا الإجراء المدان يؤكّد المنحى التّصاعدي الذي يخطّط له الكيانُ الخليفيّ ضدّ الحراك الشّعبيّ المناوئ للمشروع الصّهيونيّ- الأمريكيّ، ما يثير القلقَ من سلسلةٍ جديدة من عمليّات الانتقام والتآمر على البيئات الشّعبيّة والاجتماعيّة الحاضنة لشعبنا وصولًا إلى محاصرته في مربّعاتٍ أمنيّة متعدّدة الأشكال، بما يفسح المجال للنّظام في المضيّ لتنفيذ أجندة الصّهاينة والأمريكيّين الرّامية لتجريف المنابر ومنابع القوّة والأصالة ومصادرها، والتي يتميّز بها شعبنا، وكان لها الفضل في توفير الوعي والقدرة على إحباط أهداف القمع، وفي استمرار النّضال من أجل العدالة والدّفاع عن الأمّة ومقدّساتها.
2- في السّياق؛ ندعو إلى الحذر من المؤتمر الذي دعا إليه وزيرُ داخليّة الإرهاب «راشد الخليفة» تحت عنوان «أوّل مؤتمر وطنيّ لتأصيل الهويّة البحرينيّة». إنّ هذا المؤتمر هو جزء لا يتجزّأ من المشروع المركزيّ الذي هندسَ له الكيانُ الخليفيّ، وبإشراف من الطّاغية حمد شخصيًّا، الذي يستهدفُ إحداث أكبر إبادة ثقافيّة واجتماعيّة وديموغرافيّة بحقّ وجود شعبنا وقيمه وتاريخه وتراثه الأصيل. وقد تولّى الطاغية هذا المشروع منذ أكثر من عشرين عامًا عندما أعطى مشروع التجنيس السّياسيّ وتخريب التركيبة السّكانيّة الأصيلة لشعب البحرين الضّوء الأخضر، متبوعًا بعمليّاتٍ مبرمجة للعبث في هويّة الشّعب والانقضاض على منابره ومساجده وشعائره، كما أفشى ذلك تقريرُ «البندر» الشّهير. لذلك نكرّر الدّعوة لكلّ القوى الوطنيّة والمعارضة إلى المبادرة الجادة في بلورة مشروع مضادّ يحمي هويّة الشّعب ووجوده وتاريخه، انطلاقًا من اعتقادنا أنّ المشروع الخليفيّ هو شبيه للمشروع الاستيطانيّ الصهيونيّ، بل هما مشروعان متطابقان في الأهداف والوسائل، ومقاومتهما معًا يجب أن تكون عنوان المرحلة الرّاهنة.
3- نجدّد موقفَ الوفاء والولاء للمقاومةِ المظفّرة التي تسجّل أروعَ ملاحم الصّمود والمواجهةِ في غزّة وجنوب لبنان، ونعبّر عن فخرنا الكبير بقادتنا الشّهداء الذين شكّلوا نموذجًا استثنائيًّا في الصّدق والثّبات والبطولةِ والتّخطيط والتّضحيةِ والبصيرة، وليس آخرهم القامة المجاهدة، رئيس المجلس التنفيذيّ في حزب الله، سماحة المجاهد الكبير «السّيّد هاشم صفي الدين (رضوان الله تعالى عليه)»، الذي كان شعلةً وضّاءة من نور الشّهيد الأقدس «السّيّد حسن نصر الله (قدّس الله سرّه الشريف)». إنّ دورهم التّاريخيّ الخالد في بناء الجيل داخل لبنان وخارجه هو الوصيّة الخالدة التي سيرعاها المجاهدون وأبناءُ الأمةِ ويحفظونها بالفكر والدّم والرّوح، ولن يبدّلوا تبديلًا وحتى تحرير القدس الشّريف وطرد الغزاة والاستكبار من المنطقة. إنّ تراثَ هؤلاء القادة الأفذاذ وميراثهم لن يُمحيا ولن يزولا، بعد أن أصبحا جزءًا من عقيدة المؤمنين والمجاهدين والأحرار، وهما الذخيرة التي لا تنفذ في الدّفاع عن العقيدة والسّيادة وقضايا الأمّة ومقدّساتها. كما لن ينسى شعبُ البحرين مواقفَ هؤلاء القادة، وعلى رأسهم شهيد الأمّة الكبير السّيّد نصر الله؛ في نصرة قضيّته ودعم صموده في وجه الإرهاب الخليفيّ على مدى أكثر من عقد، وتحمّله التهديدات في سبيل هذا الموقف النّبيل والشّريف.
4- في الختام نعبّر عن الإدانة الكاملة للعدوان الصّهيونيّ- الأمريكيّ على أراضي الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، والتي نحيّيها على تصدّيها لهذا العدوان وإفشال المحاولة اليائسة لإضعاف قلعة المقاومة ومحورها الصّامد. كما نعبّر عن الاستخفاف من بيان وزارة الخارجيّة الخليفيّة الهزيل الذي أدانَ العدوانَ على الجمهوريّة من دون تسمية مصدره، ونرى أنّ ذلك جاء التحاقًا بالموقف السّعوديّ والعربيّ الذي أدانَ العدوان الغاشم بغرَض ذرّ الرّماد على العيون، وإخفاء الخذلان والعمالة والتبعيّة التي تستولي على النّظام العربيّ الرّسميّ، والذي يتفرّج بلا حياء على أبشع عمليّات الإبادة في غزّة ولبنان، ويتحيّن الفرصة لاستلام حصّته من العدوان الصهيونيّ- الأمريكيّ. إنّنا نجدّد شجبنا لسياسةِ الحياد أمام معركة الوجود والمصير القائمة، ونرى أنّ عدم الانحياز للمقاومةِ هو تأييد للصّهاينة والأمريكيّين، وقبول للاستمرار في العدوان وفرْض «الشّرق الأوسط الجديد» الذي تعبّر أنظمةُ التّطبيع في البحرين والإمارات وغيرها عن نموذج مصغّر لما سيكون عليه هذا الشّرق الصهيونيّ، وهيهات أن تقوم له قيامة أو يجد موطئ قدَم في أرض الأمّة المشبّعة بالعزّة والكرامة ودماء الشهداء الكبار.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 28 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2024م
البحرين المحتلّة